معركة لاس ناڤاس دى تولوسا

معركة لاس ناڤاس دى تولوسا ، والمعروفة فى التاريخ الإسلامى باسم معركة العقاب ( Arabic: معركة العقاب‎ وقعت معركة جرانادا فى 16 يوليه 1212 و كانت نقطة تحول مهمة فى حروب الاسترداد والتاريخ الوسيط لاسبانيا .[1] انضمت جيوش منافسيه سانشو السابع ملك نافارا وبيتر التانى ملك اراجون لالقوات المسيحية التبع لملك ألفونسو الثامن ملك كاستييا ، فى معركة [2] ضد حكام الموحدين المسلمين فى النصف الجنوبى من شبه الجزيرة الأيبيرية . قاد الخليفة الناصر ( ميرامولين فى السجلات الإسبانية) جيش الموحدين، المكون من أشخاص من كل اماكن الخلافة الموحدية .

معركة لاس ناڤاس دى تولوسا
 
التاريخ 16 يوليه 1212  تعديل قيمة خاصية بتاريخ (P585) في ويكي بيانات
البلد
اسبانيا   تعديل قيمة خاصية البلد (P17) في ويكي بيانات
الموقع سانتا الينا   تعديل قيمة خاصية المكان (P276) في ويكي بيانات


38°20′35″N 3°32′57″W / 38.343°N 3.5490277777778°W / 38.343; -3.5490277777778   تعديل قيمة خاصية الإحداثيات (P625) في ويكي بيانات

خريطة


خلفية

تعديل

الموحدين سنة 1195، هزمو ألفونسو الثامن ملك كاستييا فى معركة ألاركوس . بعد ده النصر، استولوا على شوية مدن مهمة: تروخيو ، بلاسنثيا ، تالافيرا ، كوينكا ، غوادالاخارا ، مدريد ، وأوكليس . بعدين سنة 1211، عبر محمد الناصر مضيق جبل طارق بجيش قوي، وغزا الأراضى المسيحية، واستولى على قلعة سالفاتيرا ، معقل فرسان فرسان كالاترافا . كان التهديد اللى اتعرضت له الممالك المسيحية الإسبانية كبيراً لدرجة أن البابا إنوسنت التالت دعا الفرسان المسيحيين لحملة صليبية .

الحركات السابقة

تعديل

كان فيه بعض الخلافات بين أعضاء التحالف المسيحي؛ والجدير بالذكر أن الفرسان الفرنسيين وغيرهم من الفرسان الأوروبيين لم يوافقوا على معاملة ألفونسو الرحيمة لليهود والمسلمين اللى هزموا فى غزو مالاجون وكالاترافا لا فيجا . وفى وقت سابق، تسببوا فى مشاكل فى طليطلة (حيث تجمعت الجيوش الصليبية المختلفة)، مع الاعتداءات وعمليات القتل فى الحى اليهودى .

معركة

تعديل

ألفونسو عبر سلسلة الجبال اللى دافعت عن معسكر الموحدين، متسلل عبر ممر ديسبينابيروس ، بقيادة مارتن الحاج ، و هو راعى محلى يعرف المنطقة. فى 16 يوليه 1212، فاجأ التحالف المسيحى الجيش المغربى المعسكر، ومنح الحاج لقب كابيزا دى فاكا الوراثى لمساعدته لألفونسو الثامن.

 
نصب تذكارى فى ناڤاس دى تولوسا (1881)

المعركة دارت على مسافة قريبة نسبى، لم يتمكن الموحدين ولا الإسبان من استخدام الرماة فى القتال اللى سيطر عليه القتال المباشر. بقا الفرسان الإسبان منخرطين فى قتال متلاحم، حيث كانو متفوقين على الموحدين.

"They attacked, fighting against one another, hand-to-hand, with lances, swords, and battle-axes; there was no room for archers. The Christians pressed on." – (The Latin Chronicle of The Kings of Castile)

وفى الاخر، نجح بعض الفرسان الإسبان، وبالخصوص فرسان سانتياجو ، فى كسر خط دفاع الموحدين بشكل حاسم، حيث ألحقوا خساير شديده بالموحدين، و أحدثوا اختراق اتسبب فى ظهور ثغرات فى خطوط العدو. و أدى ده لاحتمالية ظهور رأس حربة. بعدين قاد الملك سانشو السابع فرسانه عبر الفجوات، واستغلها، وهاجم خيمة الخليفة.[3] الخليفة أحاط خيمته بحرس شخصى من المحاربين العبيد السود. رغم أنه كان فيه ادعاء بأن دول الرجال كانو مقيدينمع بعضلمنعهم من الفرار، إلا أنه يُعتقد على الأرجح أن ده ناتج عن ترجمة غلطة لكلمة "serried"، اللى تعنى تشكيل مكتظًا. تمكنت القوة النافارية بقيادة ملكهم سانشو السابع من اختراق ده الحرس الشخصي. تمكن الخليفة من الفرار، لكن المغاربة هُزموا، مخلفين وراءهم خساير شديده فى ساحة المعركة.[4] استولى المسيحيين المنتصرون على الكتير من غنائم الحرب؛ وتم تسليم خيمة محمد الناصر ولوائه لالبابا إينوسنت التالت .[5]

الخساير المسيحية كانت أقل بكثير، حوالى 2000 رجل بس ( رغم أنها مش قليلة كما ذكرت الأسطورة).[6] كانت الخساير ملحوظة بشكل خاص بين الأوامر: من القتلى بيدرو جوميز دى أسيفيدو (حامل لواء وسام كالاترافا )، و ألفارو فرنانديز دى فالاداريس ( قائد وسام سانتياجو )، وبيدرو أرياس (سيد وسام سانتياجو، توفى متأثرا بجراحه فى 3 اغسطس)، وجوميز راميريس (السيد البرتغالى لفرسان الهيكل وسيد ليون و كاستييا والبرتغال فى نفس الوقت)؛ و كان روى دياز (سيد وسام كالاترافا) مصاب بجروح خطيرة لدرجة أنه اضطر لالاستقالة من قيادته. محمد الناصر توفى فى مراكش بعد كده بفترة قصيرة.

الهزيمة الساحقة اللى لحقت بالموحدين وصلت لتسريع تراجعهم بشكل كبير فى شبه الجزيرة الأيبيرية وفى المغرب العربى بعد عقد من الزمان. و ادا ذلك زخم إضافى للاستعادة المسيحية ، وقلص بشكل حاد من قوة المغاربة المتدهورة بالفعل فى شبه الجزيرة الأيبيرية. و بعد فترة وجيزة من المعركة، استولى القشتاليون على بايزا بعدين أوبيدا ، وهما مدينتان محصنتان رئيسيتان قرب ساحة المعركة وبوابات لغزو الأندلس . حسب لرسالة من ألفونسو الثامن ملك كاستييا لالبابا إنوسنت التالت، تم إخلاء بايزا ونقل سكانها لأوبيدا ؛ وحاصرها ألفونسو، فقتل 60 ألف مسلم واستعبد الكثيرين غيرهم. حسب سجلات ملوك كاستييا اللاتينية، العدد المذكور هو يقارب من 100 ألف مسلم، بما فيها الأطفال والستات، اللى تم أسرهم.[7] بعد كده استولى حفيد ألفونسو الثامن فرديناند التالت ملك كاستييا على كوردوبا سنة 1236، وجيان سنة 1246 ، وسيبييا سنة 1248؛ بعدين استولى على أركوس ، وميدينا سيدونيا ، وخيريز ، وقادس . سنة 1252، كان فرديناند يجهز أسطوله وجيشه لغزو أراضى الموحدين فى افريقيا، لكنه توفى فى سيبييا فى 30 مايو 1252، وقت تفشى الطاعون فى جنوب هسبانيا؛ بس وفاته منع القشتاليين من نقل الحرب لالموحدين على ساحل البحر المتوسط. استولى جيمس الاولانى ملك اراجون على جزر الباليار (من سنة 1228 وعلى مدى السنين الأربع اللى بعد كده ) وفالنسيا (استسلمت المدينة فى 28 سبتمبر 1238). بحلول سنة 1252 كانت إمبراطورية الموحدين قد انتهت بالتقريب ، بسبب رحمة قوة بربرية ناشئة تانيه. سنة 1269، سيطرت جمعية جديدة من القبائل البربرية، المرينيون ، على المغرب. و بعد كده ، حاول المرينيون استعادة أراضى الموحدين السابقة فى شبه الجزيرة الأيبيرية، ولكنهم هزموا نهائى على ايد ألفونسو الحداشر ملك كاستييا و أفونسو الرابع ملك البرتغال فى معركة ريو سالادو ، هيا آخر مواجهة عسكرية كبرى بين الجيوش المسيحية والإسلامية الكبيرة فى هيسبانيا. ويظهر ان معركة لاس ناڤاس دى تولوسا كانت يعتبر نقطة تحول حقيقية فى تاريخ المنطقة، بما فيها غرب البحر المتوسط.

جرانادا المغاربية

تعديل

سانشو الرابع سنة 1292 استولى على مدينة طريفة ، اللى كانت مفتاح السيطرة على مضيق جبل طارق. كانت جرانادا ، والميرية ، وملقة المدن الإسلامية الكبرى الوحيدة المتبقية فى شبه الجزيرة الأيبيرية. كانت دى المدن الثلاث تشكل نواة إمارة جرانادا اللى حكمها بنى نصر . كانت جرانادا دولة تابعة لكاستييا ، لحد استولى عليها الملوك الكاثوليك فى النهاية سنة 1492.

فى الخيال

تعديل

رواية الخيال العلمى والتاريخ البديل " نفق عبر الأعماق " اللى كتبها هارى هاريسون سنة 1972 تصور تاريخ انتصر المغاربة فى لاس ناڤاس دى تولوسا و احتفظو بجزء من اسبانيا لحد القرن العشرين. إس جيه إيه تورنى يصف المعركة فى روايته التاريخية الهلال والصليب .

مصادر

تعديل
  1. Lynn Hunt describes the battle as a "major turning point in the reconquista..." See Lynn Hunt, R. Po-chia Hsia, Thomas R. Martin, Barbara H. Rosenwein, and Bonnie Smith, The Making of the West: Peoples and Cultures: A Concise History: Volume I: To 1740, Second Edition (New York: Bedford/St. Martin's 2007), 391.
  2. Guggenberger, Anthony, A General History of the Christian Era: The Papacy and the Empire, Vol.1, (B. Herder, 1913), 372.
  3. deremilitari.org.
  4. According to the king of Castile, "On their side 100,000 armed men fell in battle..." See Lynn Hunt, R. Po-chia Hsia, Thomas R. Martin, Barbara H. Rosenwein, and Bonnie Smith, The Making of the West: Peoples and Cultures: A Concise History: Volume I: To 1740, 2nd ed.
  5. Riga and Rome: Henry of Livonia and the Papal Curia, Iben Fonnesberg-Schmidt, Crusading and Chronicle Writing on the Medieval Baltic Frontier, ed.
  6. Gomez، Miguel Dolan (1 أغسطس 2011). "The Battle of Las Navas de Tolosa: The Culture and Practice of Crusading in Medieval Iberia". Doctoral Dissertations.
  7. "Three sources on the Battle of Las Navas de Tolosa in 1212 » De Re Militari". deremilitari.org (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2017-12-09.