هوية مصر
| ||||
---|---|---|---|---|
تعديل |
بتشتهر مصر بانها اقدم الحضارات و أعظمها على وجه الارض فالانسان المصرى ابتدا بالاستقرار على ضفاف النيل وبدأ يزرع الارض ويربى المواشى ويستأنس الحيوانات من حوالى 10.000 سنة.[1] واتطور المصريين بسرعه وبدأو فى الصناعات البسيطة و اتطور النسيج الاجتماعى للمصريين، وكوّنوا امارات جنب بعضها مسالمه على ضفاف النيل بتتبادل التجاره، وسبقت فى الموضوع ده كل بلاد العالم. وتشهد على كده حضارة البدارى من حوالى 7000 سنة وحضارة نقاده (4400 سنة قبل الميلاد - 3000 سنة قبل الميلاد)وحضارة (العقرب). و كان التطور الطبيعى للامارات دى انها تتحد مع بعضها وفعلا اتوحد الوجهين القبلى والبحرى وبدأ الحكم المركزى واللى ظهر فى بداية عصر الاسرات (حوالى 3000 قبل الميلاد). و اتبادلت التجاره مع جيرانها ونشأت فيها الكتابة بالطريقة الهيروجليفيه , وقدمت الحضاره المصريه الفرعونيه غير تعليم العالم الكتابه -وتقديمها القلم والورق- والمزيكا والطب والفلك والهندسة والحساب والكيميا والعمارة معالم ضخمة كتيرة على الارض، بتعتبرها كتير من المنظمات الدوليه اللى ليها علاقه بالآثار انها تاريخ ومصدر للحضارة البشرية كلها، زى اهرامات الجيزة و أبو الهول وغيره من الاثار العظيمة، زى اللى موجودة فى مدينة منف وطيبة والكرنك ووادى الملوك، وفيه علم خاص بدراسة آثار مصر اسمه علم المصريات.
اصل تسمية مصر
الاسم الاصلى اللى القدماء المصريين كانو بيسمو بيه بلدهم هو (كيميت)
ومعناه الارض السودا والاسم دا بيرمز للارض الزراعية الخصبة اللى كانت عنصر اساسى فى نشأة حضارة مصر القديمة، وكانو بيقارنو الاسم دا بديشيرت (الارض الحمرا) ويقصدو بيه الصحرا.
km.t (كيميت) | ||||
|
ناس كتيره فاكرين ان اسم مصر هو اصله عربى و معناه بلد، و رغم الاعتقاد ده، الا أنه مش الاعتقاد الغالب عندالمؤرخين. فالغالب أن اسم مصر بيرجع تاريخه لزمن طوفان نوح عليه السلام، و هوّا اسم مش عربى لكنه اسم عبرى بامتياز. وعلى حسب الاسطورة التوراتية بيرجع الاسم ده لأبو المصريين و هو مصرايم ابن بنصر ابن حام ابن النبى نوح عليه السلام,[2] و هو مؤسس مصر و هو اخو كوش بن حام ابو النوبيين . و بيرجع نسب "مصرايم" ابو المصريين لبيصر ابن حام ابن نوح اللى اتجوز بنت الكاهن قليمون وخلفوا مصرايم علشان قليمون الكاهن كان خرج من مصر ولحق بالنبى نوح هو وعيلته وركب معاه السفينة وجوّز بنته لبيصر بن حام بن نوح, فلمّا خرج نوح من السفينة وقسم الارض بين ولاده, كانت بنت قليمون الكاهن اتولدت لبيصر بن حام بن نوح ولد و سماه مصرايم فقال الكاهن قليمون للنبى نوح "ابعت معايا يا نبيّ الله حفيدى علشان أروح بيه بلدى و أوريه كنوزى و أعرفه بعلومه ورموزه, فبعته معاه هو و جماعة من اهل بيته و كان لسه صغير فلما قرب من ارض مصر بناله جده الكاهن قليمون حاجه زى البيت من أغصان الشجر وعمله لبس بحشيش من الارض و بناله بعد كده فى نفس المكان مدينة وسمّاها: (درسان) يعنى باب الجنة فزرعوا وغرسوا الشجر وعمّروا الارض فبقى فيه زرع كتير وعمارة و كان اهل مصرايم أقويا و أذكيا بسعوا الصخور وبنوا المعالم العظيمه . واتجوز مصرايم واحده من عيلة الكهنه فولدت ليه قفطيم . و على مر الزمن اتجوز قفطيم وخلف اربع ولاد همّا: قفطريم و أشمون و أتريب وصا, فكتروا وعَمَّروا ارض مصر وبنوا مدينة سموها (نافه) ونافه هى من نفر (منف) و(ممفيس) وكشفوا عن كنوز مصر وعلومها و أثاروا المعادن وعلموا علم الطلسمات و حطو علم الصنعة وبنوا على البحر مدن كتير منها (رقودة) مكان الاسكندرية.. وكان مصرايم قسَّم ارض مصر بين ولاده فخلّا لقفطيم من قفط الى أسوان ولأشمون من أشمون الى منف ولأتريب الجرف كله ولصا من ناحية صا البحريه لقرب برقة. وقال لأخوه "فارق" ليك من برقة للغرب و"فارق" يعتبر ابو الافارقة و من المؤسسين ليها. وبعدين امر مصرايم كل واحد من ولاده (قفطيم و أشمون و أتريب وصا) ان يبنى لنفسه مدينه فى المكان اللى حدده ليهم. و مات مصرايم ابن بيصر ابن حام ابن نوح بعد 700 سنه عدت من ايام الطوفان وماعبدش أى صنم و آ من بدين جده (النبى نوح) .
انهيار الامبراطوريه المصريه
ابتدت الامبراطوريه المصريه فى الضعف بعد موت رعمسيس الحداشر فى 1078 ق.م،لمّا غزا الليبيين مصر بسبب الاضطراب الحاصل فى أطراف الامبراطوريه المصريه الكبيره نتيجة كترة هجوم شعوب البحر على حدود الامبراطوريه المصريه فى سوريا وشطوط فلسطين., و فرض سمندس الليبى السلطه على الجزء الشمالى من مصر ، وخلّا مدينة تانيس مكان حكمه. اما الجنوب، فكان تحت سيطرة "كهنة آمون فى طيبه"، اللى اعترفوا بحكم سمندس بالاسم بس.[3] وفى الوقت ده، دخل الليبيين ضمن قبايل منطقة غرب الدلتا واحتلوها، وسيطر أمراء ليبيا على الدلتا تحت حكم شيشنق الاول فى 945 ق.م، و أسس اسرة بتتسمّى اسرة (بوباستيس) اللى حكمت لحوالى 200 سنه.. لكن بعدين ابتدت سيطرة الليبيين تنقص مع ظهور سلالات تانيه منافسه فى منطقة الدلتا وتهديد اسرة مملكة الكوش "النوبه دلوقتى" من الجنوب. وفى سنة727 ق.م، غزا الملك النوبى "بعنخى" الدلتا، وسيطر فى الاخر على الدلتا الا ان النوبيين حافظوا على التراث والثقافه المصريه وماحاولوش يحاربوها او يغيروها ده على العكس الحضارة المصريه الفرعونيه هى اللى أثرت فيهم لدرجة خليتهم يقلدوا العادات والتقاليد والديانات المصريه.
و بيقول الكاتب الامريكى جورج.جي.ام. جيمس فى كتابه الشهير (الحضاره المسروقه) " أنا ازعم لا دا أنا بأكد ان مصر اتعرضت لمحاولات خصاء ثقافى على ايد كل الغزاه فى صراعهم على الفريسه , و أزعم ان مصر عاشت فى معزل عنصرى وعانى اهلها من عنصرية شديدة من ساعة سقوط الحضارة المصرية لغاية تاريخ ظهور حركات النهضه الحديثه بقيادة رفاعه الطهطاوى , كل الغزاه على مر العصور ناصبوا العداء القاتل للثقافه المصريه العظيمه وجميع الغزاه بدايه من الفرس كان همهم الوحيد تدمير ونهب ثراوت مصر الماديه والروحيه .., فهما ما استنفزوش ثروات مصر الاقتصادية و بس لأ دول نشروا الفساد فى البلد فدمروا البيوت والمؤسسات الثقافية اللى فيها , ونهبوا الكتب ودمروا المعابد وحرقوها و أخرسوا الكهنة فى الوقت اللى ماكنتش المعابد المصرية المنتشرة على طول البلاد مركز للعباده وبس لكن كانت كمان مطبخ للثقافه والتنوير وترسانة هايله من المعلومات والعلم هيا خازنة الوعى الاجتماعى والثقافى اللى بتنور بيه رؤية المجتمع و اطاره الفكرى وعلشان كده كانت مستهدفه دايما من الغزاة لتدميرها رغبه منهم فى تدمير منابع الثقافه المصريه و السيطره الكامله , ومكانش رجالة الدين فى مصر كهنة بس لكن كان ليهم دور امتد لكونهم رجالة علم وصناع المعرفه بكل أشكالها , علشان المعرفه كان ليها قدسيه الهيه"[4]
عصر الاحتلال الفارسى لمصر
بيعتبر الغزو و الاحتلال الفارسى لمصر من اسوأ اللى اتعرضت له مصر من غزوات ، فمصر اتعرضت بسبب الاحتلال الفارسى للكتير من الانهيار فى كل المستويات على ايدين الفرس الهمج وقائدهم قمبيز ابن قورش او قمبيز التانى فقمبيز ده غزا مصر سنة (525 ق.م) و كان أعد لحملته دى كل اللى قدر عليه من تجهيزات للحرب، و أيده اليهود وساعدوه مقابل انه وعدهم ببنا معبدهم فى أورشليم، فعمل من فلسطين قاعده علشان يتحرك لمصر، وبكده كسب ولاء اليهود . وانحاز لقمبيز راجل اغريقى اسمه "فانيس"، كان قائد لفرقة مرتزقة فى جيش مصر، ووشى فانيس بخطط المصريين اللى كانو مجهزينها لمقاومة الحمله، كمان فاد قمبيز لأنه كان عارف خريطة الصحرا كويس وحافظها، ده غير علاقته ببدو سينا اللى خليتهم يمونوه بالمايّه والسلاح عن طريق الصحرا .
سياسة الفرس فى مصر
قمبيز الفارسى قام من لحظة دخوله مصر بالكتير من الاعمال الهمجيه فبمجرد دخول قمبيز لمنف انتقم منها أشد انتقام فقتل ودبح 2000 مصرى انتقام من "منف "كلها علشان سكان منف كانو قتلوا طقم السفينه الفارسيه اللى كان عدده 200 راجل بعتهم قمبيز لمنف لعرض شروط السلام لكن من وجهة نظر قمبيز لكن فى الحقيقه شروط (استسلام) وعشان كده اهل منف قاموا بقتلهم كلهم .
و فى مدينة "سايس" قام بعمل متخلف تانى و هو كان عايز يبين مدى احتقاره للعادات المصريه فأمر رجالته انهم يطلعو جسم الملك أحمس التانى المتحنط وضربه بالعصيان وان يخلعو شعر جسمه وراسه لكنهم ماقدروش لان الملك كان متحنط تحنيط كويس و كان وقتها لسه محتفظ بجودة التحنيط فأمر بحرقه كنوع من انواع تدنيس الدين والتقاليد المصريه .
كمان قمبيز قام بضرب معابد هليوبوليس بالحديد والنار وهدمها وحرقها من كل مكان زى ماعمل بالمسلات فهناك اتنين منهم متدمرين تدمير كبير جدا زى ما يحكى لينا هيرودت فى كتبه[5] وسخر من شكل الاله بتاح فى معبده ودخل اماكن ممنوع الدخول فيها الا للكهنه بس وسبب أضرار كبيره فى طيبة وبيقول "ديودور" ان قمبيز سرق قرص كبير جدا من الدهب من مقبرة أوزمانديس وهى مقبره فى الرمسيوم والقرص ده كان مدون عليه ايام السنه كلها ومعلومات بخصوص ظهور واختفا النجوم وغيره من الظواهر الفلكيه ،وقام شاحن القرص ده لبلده .
و قمبيز كان عايز يكمل غزواته للنوبه، ولكنه اتهزم ورجع وكمل بجيشه من طيبة لغاية الواحات الخارجه ومنها لسيوه، لكن فيه عاصفه رمليه ضخمه جدا طلعت فى الصحرا، فدفنت الجيش ده كله ومانجاش منه أى حد، و انتشرت فى الوقت ده اشاعة بين الناس ان لعنة الفراعنه بتلاحق قمبيز وبسبب الحادثه دى و غيرها ابتدا قمبيز يفكر فى الرجوع لبلده ،ولكنه مات فى الطريق سنة (522 ق.م)، وبيتقال انه انتحر.
وفى سنة (341 ق.م) رجع الفرس بحمله تانيه لمصر عن طريق البر والبحر، وقدرت تحتل مصر تانى، وفضل الفرس محتليين مصر لغاية ما غزاها الاسكندر الاكبر بعد تسع سنين .
عصر البطالمه
غزا الاسكندر الاكبر مصر فى سنة 332 ق.م، ومالقاش أى مقاومه من الفرس،اما المصريين فهللو للاسكندر باعتباره المخلص من الاحتلال الفارسى الهمجى . و اعتمدت الاداره اللى عملها البطالمة للحكم فى مصر على النموذج المصرى للحكم، وخلُّو مدينة الاسكندريه الجديدة هى العاصمه . و كان الهدف الأساسى ليها هو عرض قوة وسيادة الحكم اليونانى، وبقت مقر للتعليم والثقافه، وده عن طريق مكتبة الاسكندرية المشهوره[6] ،ونورت منارة الاسكندرية الطريق لكتير من السفن التجاريه اللى بتمر على المدينه، و اعتمدالبطالمه على التجاره والمشاريع اللى بتجيب فلوس كتير، زى صناعة ورق البردى .
اول ملوك الفتره دى كان بطليموس الاول و هو كان من قادة جيش الاسكندر الاكبر واخرهم كانت الملكه كليوباترا وابنها بطليموس الخمستاشر (قيصرون). و رغم ان الفتره دى كانت بتتميز بنوع من الازدهار والاستقرار فى مصر الا ان المصريين عانو فيها من التمييز الطبقى والمظالم الماديه، وفساد الاداره، لغاية ما اتفككت الدوله، وضعف الجيش والأسطول.
ونتيجه للضعف الشديد للجيش والاسطول المصرى فكان من الطبيعى لكدا ولأن مصر مطمع للغزاه على مر الزمان فبدأ يظهر غزو جديد و هو الغزو و الحكم الرومانى لمصر سنة (30 ق.م) واستمر حوالى سبع قرون، فكان أطـول و أسـوأ فترات تاريخها و أدى لانهيار القوميه المصريه اللى حافظ عليها المصريين بدمهم لآلاف السنين .
عصر الاحتلال الرومانى لمصر
دخل الغزو الرومانى مصر لما اتمكن اكتافيوس من الانتصار على كليوباترا السابعه وانطونيوس فى حرب أكتيوم البحريه فى سنة (30 ق.م) ومن اللحظه دى لغاية سنة 641 م بقت مصر ولايه رومانيه وانتهت دولة البطالمة فى مصر. , {و كـان من أطول و أسوأ فترات تاريخها} .
سياسة الرومان فى مصر
اعتبر الرومان ومن بداية احتلالهم لمصر على انها هى البقره الحلوب للامبراطوريه الرومانيه ، وسمُّوها هم نفسهم ب(سلة غذاء الامبراطوريه الرومانية) ده علشان مصر كانت غنيه جدا بالموارد و أهمها القمح اللى كانت مصر مشهوره بيه رغم انها كانت لسه خارجه من احتلال .
بيقول ألفرد بتلر عن الحكم الرومانى فى مصر : ان حكومة مصر (الرومية) مكانش ليها الا غرض واحد، و هو انها تنهب وتسرق الفلوس من الشعب المصرى وتدّيه كغنيمه لطبقة الحكام واللى كانو من الرومان، ومكانتش بتفكر فى حال الناس فى الشارع سواء الماديه او المعنويه، فكانوا بيحكموا زى الهمج كل همهم اظهار قوتهم بس بدون أى احساس بالعطف على الشعب المحكوم[7]
كمان قام الرومان بتدمير اللى اتبقى من الهويه والقوميه المصريه وده عن طريق محاولة فرض لغتهم وديانتهم وتدنيس مقدسات المصريين , فقام الرومان بتحريم اللغه المصريه المكتوبه واعتبروها لغه "وثنيه ملوثه" وحاولو يفرضو لغتهم المكتوبه وده عن طريق مايسمى باللغه القبطيه , والقبطيه هى محاوله لاستبدال الحروف المصريه بالحروف اليونانى.. والمحاوله دى مالهاش أى دعوى بالمنطوء الفعلى للغه المصريه الموروثه من جدودنا. وجات المحاوله دى بعد ما ثـبّـت الرومان رجليهم فى مصر بعد فتره طويلة جدا., ابتدت من سنة 330 ق.م. لغاية سنة 640 م.
وبيقول أنطون ذكري.. عالم اللغات المشهور.. فى كتابـه المعـروف (مفتـاح اللغـه المصريـه القديمـه) بعنوان (اللغه القبطيه وكتابتها) ص 120.. (فى سنة 389 م حرم الامبراطور ثيودوس الديانه المصريه الوثنيه و اتقفلت المعابد تنفيذا لأمره وبقت الديانه الأرثوذكسيه هى الديانه الرسميه للحكومه.... وبكده انتهى تماما استعمال الكتابه الهيروجليفيه والديموطيقيه.. و أخدو الحروف اليونانى وضافو ليها سبع حروف من اللغه المصريه بالخط الديموطيقى علشان مكانش ليها مثيل لفظى فى الابجديه اليونانيه)[8]
كمان قام المصريين بالكتير جدا من الثورات لأنهم كانو بيتعذبو كتير وبتتسرق موارد بلدهم قدام عنيهم، فقامت ثوره فى طيبه بعد كام شهر من الغزو الرومانى، ومسك الثوار بالرومان اللى بيجمعوا الضرايب وقامو بضربهم ومات شويه منهم، وزحف ليهم الحاكم الرومانى جالوس من الاسكندرية لغاية أسوان، وقضى على الثوره ودبح فى الثوار، و اتكررت الثورات فى الصعيد، وفى شمال شرق الدلتا و كان الرومان بيخمدوها.
واعتبر الرومان مصر هى البقره الحلوب ليهم اللى لازم يستنزفو مواردها ويمصو دمها،فبيقول ألفرد: "ان الروم كانو بيحصّلو من مصر جزيه على النفوس وضرايب تانيه كتير جدا.. فأكيد ان ضرايب الروم كانت فوق طاقة المصريين، و كانت بتتفرض على الناس بدون عدل". وبيقول مؤلفين (تاريخ العالم للمؤرخين): "ان مصر كانت بتضيف لمالية الدوله البيزنطيه مجموعه كبيره من المحاصيل والمنتجات المصريه، و كانت طبقة الفلاحين المصريين - مع حرمانها من كل قوه سياسيه ومن كل نفوذ -مرغمه على انها تدّى جزء كبير من المحصول للدوله الروميه، ده غير الضرايب، و اتحولت ثروة مصر فى الوقت ده للنقصان والخراب".
و ساب الرومان فى مصر جيش من الرومان عدده تلاتين الف، تلت فرق، وقوات مساعده، سيطرة على البلد وقضت على الثورات اللى فيها، وحولتها لمزرعه بتمد الامبراطوريه الرومانيه بالفلوس والغله، خصوصا القمح، لدرجة ان الامبراطور تيبريوس هزأ حاكم من الحكام بعتله الضرايب زياده عن قيمتها السنويه وقال له: "أنا ولّيتك على مصر عشان تقص وبرها مش تسلخ جلدها"!
ورغم ان الرومان عاملو الشعب المصرى على انه شعب مغلوب و مقهور وسرقو فلوسهم وخير بلدهم، الا انهم فى نفس الوقت ادُّو لليونانيين واليهود امتيازات خاصه فى مصر، وحظرو على المصريين كلهم شيل السلاح وبقت عقوبته الاعدام .
و مااكتفاش الرومان بمحالة تحريف اللغه الاصليه للشعب المصرى وفرض بالضرائب وسرقة الناس لكنهم كمان اجبرو المصريين على الدخول فى دين الدولة الرومانيه وهى الديانه المسيحيه الأرثوذكسيه واللى بقت هى الدين الرسمى الوحيد للدوله فى وقت حكم الامبراطور تيودوسيوس الاول (379 - 395م) اللى أصدر مرسوم بكده سنة 380م، كمان طلع مرسومين فى سنة 392 وسنة 394م حرم فيهم كل الديانات المصريه".
و اتعرض المصريين لأشد انواع الاضطهاد فى عهد الامبراطور فوكاس (602 -610م)، فاشتهر عهدُه بالمؤامرات وعمليات القتل، واتأثرت مصر بكده جدا فاتملت ارض الصعيد بعصابات الحراميه وقطاع الطرق، وغزاها البدو والنوبيين، واضطربت أحوال مصر السفلى وبقت مكان للفتن والثورات والحروب بين الطوايف،وبقت شبه حرب اهلية. اما الحكام فكان كل همهم تجميع الفلوس لخازنة الامبراطوريه . واتعرضت الامبراطوريه فى الأوقات دى لكارثه كبيره، فانهزمت فى البلقان و آ سيا الصغرى والشام، ودخلتها الجيوش الفارسيه، وحاول الفرس انهم يرجعو يدخلو مصر تانى.
كسرى برويز
فى ايام (فوكاس) (602 - 610م) ملك الروم، بعت كسرى او(خسرو) أبرويز ملك فـارس جيوشه للشام ومصر، فخربوا كنايس القدس و كل بلاد الشام، وقتلو المسيحيين ، ودخلو مصر فقتلو من المصريين عدد كبير، وسرقو ونهبو كتير زى غيرهم من الغزاه وساعدهم اليهود فى محاربة المسيحيين وتخريب كنايسهم.
وفى ايام "فوكاس" قام يوحنا الرحوم بطرك الاسكندرية بادارة مصر عشر سنين، ومات بقبرص و هو مستخبى من الفرس ، ففضى كرسى الاسكندرية من البطريركيه سبع سنين لخلو مصر والشام من الروم، و كان غزو الفرس للاسكندرية بالظبط سنة 617م، وسيطرو على باقى مصر سنة 618م، ووصلو لغاية أسوان، وفضلو محتلين مصـر حوالى عشر سنين .
ولما اتولى الملك هرقل (610 - 641م) حكم روما قدر يغلب الفرس وغزا العاصمه بتاعتهم (المداين)، و أجبرهم على الانسحاب من كل الأراضى اللى احتلوها من اسيا الصغرى والشام، وخرجوا من مصر سنة 627م ، وبكده رجع الغزوالرومانى لمصر فى عهد هرقل.
وفى سنة 631م بعت هرقل الأسقف سيروس Cyrus وبقى بطريرك للاسكندريه، و هو اللى ذكره المقريزى باسم "فيرس" وذكره غيره باسم "قيرس" ، و مش انه كان بطريرك الا انه كمان كان نايب عن هرقل فى حكم مصر، و كانت الاسكندريه لسه هى العاصمه ..
و وصل "سيروس" للاسكندرية، وبدأ اضطهاده للمصريين عشان يرغمهم على اتباع المذهب الملكانى الحكومى، فكان عليهم يا اما يختارو بين المذهب الملكانى بنصه او يفضلو محتفظين بالمذهب اليعقوبى وبكده هتكون عقوبتهم الجلد او الموت، و رفض بابا مصر بنيامين الاعتراف بسلطة البطريرك الملكانى سيروس فاتعرض لاضطهاد كبير اضطره انه يسيب اسكندريه و يهرب على صحرة الاسقيط ( شهات ) فى وادى النطرون فلقى هناك عدد صغير من الرهبان بعد ما قتل الفرس رهبان كتار فى العشر سنين اللى طلعوا فيها مصر من الحكم البيزنطى ، فساب بنيامين وادى النطرون و راح على الصعيد و استخبى هناك بعد ما طلب من اساقفته انهم هما كمان يستخبوا ، و فيه سمعوا كلامه و فيه اتبعوا سيروس تحت الضغوط الفظيعه ، و عين هرقل اساقفه ملكانيين فى نواحى مصر و اضطهد المصريين اليعاقبه اضطهاد كبير و قامت فى مصر موجه من التنكيل و الاذلال ماكانلهاش مثيل فى التاريخ ، و هجم البيزنطيين على الكنايس و الاديره و نهبوا الاوانى المقدسه و صادروا الاراضى و الممتلكات وجلدوا الاقباط بالكرابيج و قتلوهم و اعتقلوهم و عملوا فيهم كل الفظايع ، و قبض سيروس على مينا اخو بنيامين و عذبه بخلع سنانه و حرقه بالمشاعل بطريقه مرعبه و بعدين حطه فى شوال متعبى بالرمله و رماه فى البحر .[9]
الفتح الاسلامى لمصر على الرغم ان العرب كانو أرحم من المحتلين اللى سبقوهم الا انهم فضلو على نفس منهج المحتلين فى سرقة و اضطهاد المصريين وده اللى بيحاول يخفيه العرب ومؤيديهم فى كتب التاريخ لتحسين صورة الاحتلال و اظهاره بصوره تانيه، الا ان الاجنبى الغريب بيفضل دايما مصلحته على مصلحة ابن البلد ، فالعرب فضلو يحاولو يدخلو مصر خمس سنين وده علشان الدوله الرومانيه البيزنطيه كانت ميته على مصر و اعتبرت ان سقوط مصر من ايديها مسألة حياة او موت بالنسبه ليها، وبعبارة هرقل "لو ضاعت الاسكندريه ضاع ملك الروم"
و ابتدا الفتح الاسلامى لمصر سنة 641 م على ايد القائد العربى عمرو ابن العاص (وخلا عاصمة مصر الفسطاط بدل الاسكندريه ومعنى الفسطاط "الخيمة"!) وفضل الغزو العربى لمصر موجود وبيحكم لغاية سنة 877 م لما استقل احمد بن طولون بمصر من الدوله العباسيه و اسس الدوله الطولونيه المستقله ، وان كان فيه بعض المؤرخين القوميين بيقولو ان الاحتلال العربى لسه موجود لكن مش بكيانه و انما بفكره وثقافته الرجعيه المتمثله فى الفكر (القومى العربى) واللى خلا مصريين كتير يفتكرو انهم عرب رغم انهم جينيا وجغرافيا وفكريا وحضاريا مش عرب فالمصرى عمره ماكان بدوى وعمره ماسكن الخيم بالعكس ده المصرى هو انسان صاحب حضاره عظيمه وبنى بايديه شواهد ومعابد و آ ثار وقصور ضخمه عظيمه بيقف العالم قدامها انتباه!
وفى بداية دخول العرب لمصر وقف المصريين على الحياد فى حروب العرب بالبيزنطيين الروم و ان كان فيه شوية المصريين انضمو للعرب فى الحرب ضد الروم نتيجة التعذيب والاضطهاد اللى عمله الرومان فى المصريين. ولما استقر الغزو العربى فى مصر عمل بالظبط زى اللى عمله الغزاه اللى قبله و ان كان العرب بيتميزو ببعض الذكاء فهما عرفو ان المصريين مستعصيين على أى احتلال فبدل ما يفرضو ثقافتهم ولغتهم على المصريين فى الاول ،دخلو عليهم بحجة انهم جايين يحموهم ويحافظو عليهم لكن طبعا بشروط بتتمثل فى الجزيه والضرايب بالظبط زى ماعمل أى محتل لكن بطريقة الخدعه والمكر , فالعرب اعتبرو ان مصر هى منجم الدهب للامبرطوريه العربيه الصغيره وبدأو فعلا فى فرض الضرايب على كل المصريين بدون أى استمدح سواء المصرى المسلم او المصرى المسيحى وكمان فرضو الجزيه على المصريين المسيحيين واليهود ده غير تخصيص جزء كبير من محاصيل وغلة مصراللى بتتشحن كل سنه لخازنة العرب فى الحجاز .
و كان من شروط دفع الجزيه: " بتتاخد منهم الجزية على قد طاقتهم على الفقير دينار وعلى المتوسط دينارين وعلى الغنى 4 دنناير[10] بيقف الذمى بين ايدين عامل الجزيه مذلول، فيخبطه العامل بايده ،ويقوله ادفع الجزيه يا كافر، ويطلع الذمى ايده من جيبه وفيها الجزيه و يديهاله بذله وانكسار" [11] ده غير ان عمرو بن العاص كان عمل معاهده مع سيروس ( المقوقس ) تحمى المصريين مقابل انهم يدفعو ضريبه اسمها ضريبة الراس ( جزيه ) على الناس الكبيره من المصريين قصاد انه يعفيهم من الخدمه العسكريه مع العرب .
و كانت كل المناصب الكبيره فى مصر فى الوقت ده مقتصرة على العرب والمصريين اللى عارفين اللغة العربيه بس ؛ كمان قام العرب بعملية "عربنة مصر" فبدأوا بفرض اللغه العربيه شويه بشويه فبدأو الشغل بيها فى الدواوين والمصالح الحكوميه و كانت مقصوره على المصالح الحكوميه بس لغاية سنة 706 ميلادى لما فرضو اللغه العربيه على مصر كلها وبقت هيا اللغه الرسمى لمصـر فى عهد الوالى الاموى عبد الله ابن عبد الملك واللى ساوم المصريين بين عربنة لسانهم وبين وظايفهم فى الدوله وده أدى لانتشار الاميه بين المصريين بشكل كبير جدا و اتدهورت العلوم زى الطب و الرياضيات و الفلك والعماره و غيرها.
كمان قام القائد العربى عمرو بن العاص بفتح قناة تروجان الواصله بين النيل و البحر الاحمر لتسريع عملية نقل الغلة والفاكهه والمحاصيل المصريه لجزيرة العرب وبكده نلاقى ان العرب هما كمان مااختلفوش عن أى محتل فى عملية نهب مصر .
و يقول المقريزى " وانحط خراج مصر فى عهد (عمرو و ابن سعد ) لنمو الفساد مع الزمان و انتشار الخراب فى معظم الارض المصريه "[12]
وتحت الحكم العربى فضل الوضع زى ماكان فى الفتره البيزنطيه بالنسبه لملكية المصريين لأرضهم فكان من الممكن السماح للمصرى بانه يتملك حتة ارض لكن بشرط و هو انه يدفع ضريبه عن الارض بانتظام ده غير ضريبة الراس
حال المصريين تحت الحكم العربى العباسى
فى بدايات العصر العباسى اتحسنت أحوال المصريين عن اللى كانت فيه ايام الامويين اللى ارهقوهم بالضرايب ففى ايام الأمويين قام الخليفه الأموى التامن عمر بن عبد العزيز ( حكم 717-720) بفرض ضريبة راس ( جزيه ) على المصريين المسيحيين (الاموات) بيدفعها عنهم قرايبهم اللى عايشين و الخليفه العاشر هشام بن عبد الملك ( حكم 724-743) زاد الضرايب بعد ما نصحه والى خراج مصر عبد الله ابن الحبحاب بأن مصر بتحتمل زياده فى ضريبة الخراج فزاد الضريبه قيراط على كل دينار فانتفض المصريين المسيحيين وثارو عليه فى كور تنوديمى و قربيط و طرابيه و كل الحوف الشرقى فبعت لهم الوالى الأموى الحر بن يوسف جيش يحاربهم واللى قتل اعداد كبيره منهم و بعدها انتشرت الثوره فى الصعيد كله فبعتلهم الوالى وقتها حنظله ابن صفوان جيش وعمل فيهم اللى عمله اللى قبله[13]
نهاية الاحتلال العربى
انتهى الحكم العربى الغازى لمصر بنهاية الحكم العباسى رغم ان حكام مصر فى الفتره الجايه مكانوش حكام مصريين الا ان مصر كانت مستقله ومستقره شويه و اتوقف نهب الغله المصريه وشحنها بره مصر و اتوقفت عملية فرض لكتير من الضرايب واستمرت الفتره دى مابين الدوله الطولونيه (868)لغاية وقوع الدوله المملوكيه سنة (1517) وبداية ظهور مستعمر جديد اسمه الدولة العثمانية
الاحتلال العثمانى لمصر
بدأ الغزو العثمانى لمصر نتيجة ضعف المماليك اللى حكمو مصر وانشغالهم بالصراعات اللى بينهم وبين بعض ده غير اعتمادهم على الأسلحه التقليديه العاديه بدون اهتمامهم بتطوير الجيش .,و ابتدت محاولات العثمانيين التراكوه غزو مصر فى عهد السلطان الغورى .
و حاول السلطان الأشرف طومان باى اللى جه بعد الغورى انه يتصدى للعثمانيين لكن الجيش مكانش قادر على الصمود نتيجة تشتته فى الشام بسبب معركة مرج دابق فانهزم فى معركة الريدانيه رغم ان السلطان الأشرف طومان باى حارب ببطوله و رغم هزيمة الجيش الا انه مااستسلمش و فضل يحارب و يقاوم لأخر لحظه.
ودخل العثمانيين مصر و احتلو القاهره فى 26 يناير 1517 و بكده اتحولت مصر من دوله مستقله لولايه عثمانيه بيحكمها السطان العثمانى من استنبول عن طريق نايب ليه بيسكن فى قلعه
وكان اول الولاه العثمانيين لمصر هو خاير بك اللى عينه السلطان سليم الاول و آ خرهم كان سيد باشا ابو بكر الطرابلسى ( بكير ) .
نهب العثمانيين لمصر وتغيير ثقافتها
عمل الغازى الجديد نفس اللى عمله المحتلين اللى كانو قبله فىرمصر فقاموا بدخول الأحياء زى حى الأزبكيه و وقامو بخلع الابواب و الشبابيك الحديد وسرقوها وحطّوها على الجمال و باعوها ، و قعدو يخوفو الناس و يخطفو الستات و الصبيان و قتلو الناس فى الشوارع ليل نهار لتوطيد حكمهم وبكده انتشر الرعب بين المصريين ، فراح امين قضاة مصر مع الامير قايتباى لخاير بك فى القلعه و حكوله على اللى بيحصل فنادى خاير بك فى القاهره بمنع خروج الستات و الصبيان والبنات من بيوتهم و ان الدكاكين و الأسواق تتقفل من بعد المغرب و ان الناس مايمشوش فى الشوارع بعد المغرب .
و نهب العثمانليه الغلال عشان يأكلوا بيه حصنتهم فبقت الناس مش لاقيه العيش و دخلوا القرى و سرقوا مواشى و طيور الفلاحين ، و بيحكى ابن اياس اللى عاصر الأحداث ان عساكر العثمانيه كانو جيعانين و نفسهم قذره .. وعندهم حقاره زايده فى نفوسهم و قلة دين .. و كانو همج زى البهايم[14] كمان فضل الاتراك يحاولو يغيرو فى الهويه والعادات المصريه وبطريقه منهجيه ففى 13 نوفمبر 1518 طلع خاير بك قرار بمنع خيال الضل و الغنا فى الشوارع و منع زفة العرسان بعد العشا و منع فتح الاسواق بعد المغرب ، و وقف تفريق اللحوم فى عيد الأضحى على الجنود و الفقها و الموظفين زى ما كان الحال بالظبط فى وقت الدوله المملوكيه ، و بكده ابتدت مباهج مصر اللى اتميزت بيها عن كل البلاد فى الاختفا ، و بيقول ابن اياس فى الموضوع ده :" وصار على الوجوه خمدة "[15]
وموقفتش عملية "عثمنة مصر" و تغيير العادات المصريه على اللى فات وبس. ففى نوفمبر 1521 وصل مندوب من السلطان العثمانى و معاه أرطال بأطوال و و أوزان غير اللى كانت مستعمله فى مصر و اتنادى فى القاهره بأن الأطوال و الأوزان العثمانية دى قد اتحطت بدل الأطوال و الأوزان المصريه و ان لازم على التجار و البياعين ان يسمعو الكلام وينفذو الأوامر و مايتعملوشى بغير الأطوال و الأوزان دى، و ان اللى حايخالف الاوامر دى هيتشنق على باب دكانه. و بكده غير الأتراك نظام الأطوال و المكاييل فى مصر كمان.
كمان فرض العثمانليه ضريبه على الجواز و الطلاق على " اليسق العثمانى" فبقت ناس كتيره لا قادره تتجوز و لا تطلق من كتر المصاريف. بيقول ابن اياس : " فصار الذى يتزوج او يطلق غرامته نحو اربعة أشرفية، فامتنع الجواز والطلاق فى تلك الايام، وبطلت سنة النكاح و الامر لله فى ذلك " [16]
كمان غير قاضى العسكر التركى قوانين الجواز و المهر و الصدقه فى مصر بطريقه مجحفه فى حق الستات عشان تبقى متدوره مع فكر وثقافة الأتراك ، و بعد ما كانت الست المصريه محترمه و موقره فى العصر المملوكى لدرجه أنها كانت بتدهش الأغراب و لدرجه ان الست كانت وصلت لمنصب " سلطانه " الا انها عانت من القهر والذل على ايد المستعمر التركى .
و فى 12 يونيه 1522 بعت خاير بك و قاضى العسكر التركى المناديه ينادوا بالتركى و العربى فى شوارع القاهره ان خروج الستات للأسواق اتمنع بتاتاً و مصرح بس للعجايز و ان ممنوع على الستات انهم يركبوا حمار متأجر و ان الستات اللى حا يعصوا الأوامر حا يتضربوا و يتربطوا من شعرهم فى ديل حصان و يتلف بيهم فى شوارع القاهره. و بعدها بكام يوم اتعدل القانون بمنع الستات من الخروج من البيوت مش بس من روحان الأسواق و من ركوب الحمير المتأجره و ان لو مكارى ركب ست على حماره حا يتشنق . وبكده اتعرضت الست المصريه زيها زى الراجل لكتير من الذل بعد ما كان ليها مكانه و أهميه كبيره جُوّا المجتمع المصرى ’ فبيقول المؤرخ ابن الحاج."ان الست المصريه كان ليها مكانه محترمه فى المجتمع المصرى و كانت هى المسئوله عن بيتها و بتديره من غير تدخل الراجل. ومن أسامى الستات اللى كانت منتشره أياميها أسامى زى " ست الكل " و " ست الناس " و " ست الخلق ".
سقوط السيطره العثمانية على مصر
وفضلت مصر مجرد ولايه تابعه للدوله العثمانيه لغاية ما اتولى محمد على باشا حكم مصر واستقل بيها لحد ولو مكانش استقلال تام الا ان عمليات نهب مصر وخروج خيرها لغير المصريين اتوقفت فى عهده. وقدر محمد على باشا انه يفهم أهمية مصر بذكائه فبيقول "ان المصريين مش فاهمين قيمة نفسهم ولا قيمة بلدهم مصـر"
و خاض محمد على فى بداية حكمه حرب جوانيه ضد المماليك والانجليز لغاية ما سيطر على مصر تماما، وبعدين خاض حروب بانيابه عن الدوله العثمانيه فى جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثايرين على الحكم العثمانى فى الموره، كمان وسع دولته فى الجنوب بضمه للسودان. و بعد كده اتحول لمهاجمة الدوله العثمانيه نفسها فحارب جيوشها فى الشام والأناضول وقضى عليهم، و كان هيخلص على الدوله العثمانيه كلها، لولا ان ده اتعارض مع مصالح الدول الغربى زى انجلترا وفرنسا اللى وقفت محمد على و أرغمته انه يتنازل عن معظم الأراضى اللى ضمها .
وفى فى فترة حكم محمد على، قدر ان ينهض بمصر عسكرى وتعليمى وصناعى وزراعى وتجارى، وده خلاّ من مصر دوله كبيره ومهمه فى الفتره دى، لكن الحاله دى ماستمرتش بسبب ضعف خلفه اللى جم بعده وتفريطهم فى اللى حققه من مكاسب بالتدريج لغاية ما وقعت دولته فى 18 يونيه سنة 1953 م، و اتلغت الملكية واعلنت الجمهوريه فى مصر.
الاحتلال الانجليزى لمصر
و كانت اول محاوله لبريطانيا فى احتلال مصر سنة 1807 م, لما بعتت انجلترا حملة فريزر لكن اتهزمت قدام مقاومة الشعب المصرى, وفى سنة 1882 م انتهزت بريطانيا فرصة أحداث الثورة العرابية وقدرت تحتل مصر لغاية ما حصلت مصر على الاستقلال الاسمى بس فى تصريح 28 فبراير 1922 وطلع دستورها سنة 1923. و كان الاستقلال ده ماهو الا استقلال شكلى بس علشان بريطانيا فضلت محافظه على وجودها العسكرى فى مصر كمان أحتفظت باشرافها على الكتير من المجالات اللى بتخص مصر, وفى الفترة الملكية فى مصر والمصريين القوميين فضلو مصممين على انهاء اللى اتبقى من الوجود البريطانى فى مصر .
وكان الانتهاء الحقيقى للاحتلال الانجليزى لمصر سنة 1956 م وبكده ولاول مره ومن عهد الأجداد الفراعنه رجعت مصر لحضن المصريين ليحكمها المصريين لكن للأسف مش بصوره كامله وده علشان الحكام اللى حكمو مصر فى الفتره اللى بعد الملكيه على طول اعتنقو فكر القوميه العربيه واللى جرّت مصر لحروب بره مصر علشان خاطر دول تانيه خارجيه زى اليمن وفلسطين و غيرها والاهتمام بالقضايا الغير مصريه واللى انتهت بغزو اليهود لسيناء ودخلت مصر مرحله تانيه من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى بعد ما كانت مصر هتدخل عصرها الدهبى الريادى والقائد للعالم كله زى ماكانت فى عهد العصر الفرعونى .
نهب الانجليز لمصر
بكل تاكيد ان المحتل الانجليزى عمل بالشعب المصرى نفس اللى بيعمله أى محتل غريب فى سرقة البلد ونهب ثرواتها واذلال شعبها، فالمصريين شافو أبشع المحن وعاشو فى ذل واستعباد بعد ما خرجو من تاريخ اجدادهم الفراعنه اللى حكمو العالم و أخضعوه لارادتهم ، و بعد مااعتنقو قومية المحتل الغريب .
ومن ضمن اللى عمله الانجليز من نهب لخير مصر انهم قامو بسرق القطن المصرى صاحب النوعيه الممتازه والمشهور عالميا بجودته وشحنوه لمصانع النسيج فى "مانشستر" ورجعو صدرو المنسوجات للمصريين تانى بأسعار عاليه جدا!
كمان عمل الانجليز تغيير اجتماعى نشأ عنه ظهور شريحه من المثقفين والرموز السياسية ورجال الاعمال و أصحاب الاراضى مرتبطين بالانجليز وبأفكارهم، وارتبطت مصالحهم بمصالح الانجليز . و حصل فى عهد الانجليز الكتير من الاحداث المهينه زى حادثة دنشواى المشهوره واللى انعدم فيها 4 فلاحين ده غير الحكم على 12 فلاح بالاشغال الشاقه لمدد مختلفه و بجلد كل واحد فيهم خمسين جلده ,. و مش كده من الاحداث اللى اتعود أى محتل انه يعملها بالمصريين .
ولازم نعرف ان بريطانيا كانت استلفت من مصر فى الفتره الاخرانيه من الاستعمار "مايعادل 29 مليار دولار" فى الوقت اللى احنا فيه ومرجعتش لمصر أى حاجه من الفلوس دى لغاية دلوقتى .
القوميـه المصـريه
بعد كل اللى مرت بيه مصر كل فترات الاحتلال والغزو والنهب اللى فاتت واللى أضعفت كتير فى الروح والهويه المصريه العبقريه ظهر تيار وطنى جديد بيهتم و بيسعى لاحياء ورجوع القومية والهوية المصريه الخالصه البعيده عن التلوث بقوميات دخيله على الشعب المصرى وماتعبرش عن حضارته اللى حكمت العالم ايام زمان , وبترتكز افكار التيار ده على قاعدة ان مصر هى مهد الحضارت و اصلها وعلشان كده لازم تعود مصر لدورها الريادى العظيم والحاكم للعالم كله زى ما كان زمان بان مصر تبقى هى القوه العالميه الحديثه وده بالاعتماد على اللى بتتمتع بيه مصر من تراث حضارى عظيم نوّر العالم كله من زمان ولحد دلوقتى بكم العلوم والنظام اللى كان بيتمتع بيه المصريين واللى كان المحتل كل همه تدمير الثقافه دى واحلالها بأفكاره الجاهليه علشان يقدر يسيطر على مصر وخيرها وشعبها.
و اتبلورت فكرة القوميه المصريه وابتدت فى الظهور فى القرن التسعتاشر الميلادى مع بداية ظهور علم المصريات واهتمام العالم الاوروبى بالحضاره المصريه الفرعونيه لدرجه الهوس بيها وبألغازها و محاولة كشف أسرارها .
أهم اللى بينادو بالقومية المصرية
من أهم اللى بينادو برجوع القوميه المصريه احمد لطفى السيد، بيومى قنديل، سلامة موسى، طه حسين، سامى حرك، هشام حتاته، الدكتور عبدالحليم نور الدين، زاهى حواس.
و طه حسين كان بيقول بخصوص اهتمامه برجوع القومية المصريه الاصيله فى سنة 1933 فى مجلة "كوكب الشرق" الكلام ده:
«ان الحضاره المصريه والفرعونيه متأصله فى نفوس المصريين وستبقى كذلكلكن لازم تبقى وتقوى والمصرى فرعونى قبل ما يكون عربى, ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها و الا هايكون معنا ذلك: اهدمى يا مصر ابا الهول والأهرامات و أنسى نفسك و أتبعينا.. لا تطلبوا من مصر اكثرو ده تقدر أن تعطي, مصر لن تتدخل وحدة عربية سواء كانت فى القاهرة او دمشق او بغداد»[17]
مصادر
- ↑ Egyptian Chronology
- ↑ كتاب المواعظ والاعتبار للمقريزى
- ↑ سيرنى (1975) p. 645
- ↑ الكاتب الامريكانى جورج.جي.ام. جيمس - كتاب " الحضاره المسروقه "
- ↑ Herod :ch 3*4
- ↑ شو (2002) p. 405
- ↑ غزو العرب مصر. د. ألفرد بتلر
- ↑ كتاب مفتـاح اللغـة المصريـة القديمـة لأنطون ذكري
- ↑ عزيز سوريال، تاريخ المسيحية الشرقية، 97-98
- ↑ محمد بن محمد القرشي, محمد القرشي (13 مارس 2012). فى الحسبة على أهل الذمة (in العربية). مصر فى عهد حكم المسلمين: Noor Books – via Pdf.
{{cite book}}
: Unknown parameter|العمل=
ignored (help) - ↑ معالم القربه فى احكام الحسبه للقرشى ص99
- ↑ المقريزى، المواعظ، 159/ج1
- ↑ المقريزى، المواعظ، 127-128/ج1
- ↑ ابن اياس، 208/ج5
- ↑ ابن اياس، 292-294/ج5
- ↑ ابن اياس، 418/ج5
- ↑ طه حسين مجلة "كوكب الشرق" 12 اغسطس 1933