آباقاخان ( فبراير 1234 - همذان ، 1 ابريل 1282 ) ، سماه المؤرخين بالعربى " أباغا " .[5] ، تانى ايلخانات فارس ، اتنصب ايلخان على مغول فارس بعد موت أبوه هولاگوخان ، و حكم من سنة 1265 لسنة 1282. مراته دسبينا ( ماريا باليولوجينا ، و كانت بنت مش شرعيه للامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولوجس ) كانت مسيحيه نسطوريه زى " توقوز خاتون " ( دوقوز خاتون ) مرات أبوه هولاكو ، فكان ميال للمسيحيين و عمل علاقات كويسه مع الصليبيين فى أوروبا. لكن ما نجحوش فى فى عمل تعاون جامد فى صراعهم ضد مصر. و قدر الظاهر بيبرس يوقف طموحاتهم. آباقا قدر يصد هجوم جيش الخطا الچغتايين فى الشرق ( 1270 ) ، و اتصف حكمه بالاستقرار و تخفيض الضرايب. حكم سبعتاشر سنه و اربع تشهر [6]

اباقاخان
(باللغه مونجولى: ᠠᠪᠠᠭ᠎ᠠ ᠬᠠᠨ تعديل قيمة خاصية الاسم باللغه الأصليه (P1559) في ويكي بيانات
 

معلومات شخصيه
الميلاد 27 فبراير 1234 [1][2]  تعديل قيمة خاصية تاريخ الولاده (P569) في ويكي بيانات


امبراطوريه مغوليه   تعديل قيمة خاصية مكان الولاده (P19) في ويكي بيانات

الوفاة 1 ابريل 1282 (48 سنة)[3][1][2]  تعديل قيمة خاصية تاريخ الموت (P570) في ويكي بيانات


همدان   تعديل قيمة خاصية مكان الموت (P20) في ويكي بيانات

مواطنه امبراطوريه مغوليه   تعديل قيمة خاصية الجنسيه (P27) في ويكي بيانات
الزوج/الزوجه ماريا باليولوجينا   تعديل قيمة خاصية متجوزه من (P26) في ويكي بيانات
ابناء ارغون خان ،  وجايخاتو   تعديل قيمة خاصية الابن (P40) في ويكي بيانات
الاب هولاكو [4]  تعديل قيمة خاصية الاب (P22) في ويكي بيانات
اخوه و اخوات
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب الحمله الصليبيه التاسعه   تعديل قيمة خاصية الصراعات (P607) في ويكي بيانات
آباقاخان 1234-1281

اصله و تنصيبه

 
ماريا باليولوجينا مرات آباقاخان النسطوريه

آباقاخان كان اكبر و لاد هولاكو. امه كانت " ييسونجين خاتون ". آباقا اتجوز ستات كتيره و كان عنده محظيات عددهم كبير جداً. اتجوز " دورجى خاتون " و لما ماتت اتجوز " نوقدان خاتون " من قبيلة التتار و اتجوز بنت السلطان " قطب الدين الكرمانى " ، و " دسبينا " اللى كان اسمها الأصلى " ماريا باليولوجينا " ، و كانت بنت مش شرعيه للامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولوجس Michael Palaeologus ، و ستات تانيه كتيره.

لما مات ابوه هولاكو ، كان آباقا فى حته جنب " خراسان " ، فسد المغول الطرق و منعوا تحرك أى حد من مكان لمكان ، و دى كانت من عاداتهم لما يموت كبيرهم ، و بعتوا يجيبوا آباقا بصفته الإبن الاكبر لهولاكو و ولى عهده. فلماوصل و خلصوا مراسم العزا ، اجتمعت العيله و الامرا ،و اتشاوروا فى موضوع تنصيبه. آباقا ماكانش عايز يتنصب و قالهم حد من إخواته ممكن يتنصب بداله ، لكن اخواته رفضوا ، و ركعوا قدامه و قالوا له " ده احنا عبيد ، و بنعتبرك فى منزلة ابونا " ، فلما قالهم انه ما يقدرش يتنصب من مش امر الخان الأعظم " قوبيلاى قاآن " قالوا له : " ده انت سيد كل الأنجال ، و انت ليك درايه كبيره بالقوانين و الأحكام القديم منها و الجديد ، و هولاكو اختارك فى حياته ولى للعهد ، فإزاى واحد بدالك يقعد ع العرش ! ". وقعدوه على العرش فى " جغان ناور " من اعمال " براهان ".

الموقف وقت تنصيب آباقاخان

لما اتنصب أباقا الموقف فى منطقه البحر المتوسط كان متعقد و واخد شكل جديد بعد التغييرات السريعه اللى حصلت بعد ما الحملة الصليبيه السابعه بتاعة لويس التاسع اتغلبت فى مصر ، و بعد هزيمة المغول على ايد المصريين فى معركة عين جالوت سنة 1260. بعد ما لويس اتغلب انتهى عصر الدوله الأيوبيه و طلع الأيوبيه من مسرح الأحداث فى المنطقه ، و بقوا المماليك هما حكام مصر ، و قدروا انهم يغلبوا المغول و يطردوهم من سوريا و الشام اللى دخلوهم ضمن منطقة حكمهم و حكموهم بالنواب من قلعة الجبل فى القاهره ، و بقى يتعمل لهم الف حساب. المغول و الصليبيين فضلوا متربصين بمصر بس مش قادرين يهوبوا ناحيتها ، و معاهم فى صفهم كان ارمن كليكيا ( مملكة أرمينيه الصغرى ) و امارة انطاكيه و سلاجقة الروم فى اسيا الصغرى اللى كانو بقوا ضعفا و تابعين للمغول من ايام هولاكو.[7]

الظاهر بيبرس فى مواجهة آباقاخان

لما اتنصب آباقا كان اللى بيحكم مصر السلطان الظاهر بيبرس اللى كان معروف عند المغول باسم " ركن الدين البندقدار ". بيبرس كان لعب دور كبير فى معركة المنصوره و اسر لويس التاسع بعدها فى فارسكور ، و كان قائد طلايع الجيش المصرى فى معركة عين جالوت و لعب دور ضخم فى هزيمتهم و وقف زحفهم. لويس التاسع شن حمله عسكريه على تونس سنة 1270 و كان هدفه مش تونس لكن مصر. كانت خطته انه يستولى على تونس و يعمل قاعده صليبيه فيها ينطلق منها لغزو مصر لكن القدر ما أسعفهوش و مات هناك قبل ما الظاهر بيبرس يبعت له الجيش المصرى اللى جهزهوله. بالنسبه للمغول ماكانوش قادرين يوصلو لمصر لكن سوريا و الشام كانت جنبهم و ممكن يشنوا غارات عليها قبل الجيش المصرى ما يوصل. الصليبيين و المغول كانو على اتصال ببعض و بيحاولوا يعملوا تحالف ضد مصر. آباقاخان كان متجوز ست مسيحيه نسطوريه و كان متعاطف مع الصليبيين ، لكن محاولة التحالف العسكرى بين المغول و الصليبيين ضد مصر ما نجحتش ، و ما قدروش يعملوا حاجه أكتر من تبادل الرسايل و المقترحات و بعت الهدايا لبعض.

 
بيبرس دمر كليكيا (أرمينيه الصغرى) سنة 1266
 
منطقة القبيله الدهبيه ع الخريطه

بيبرس فى الفتره وجه ضربات موجعه للصليبيين فى ساحل فلسطين و حيدهم و اجبرهم على مهادنته عشان يتفرغ للمغول. لمدة عشر سنين من 1261 ل1271 فضل بيبرس يهاجم مدن الصليبيين و حصونهم .[8] ، و فى نفس الوقت كان بيحارب المغول و حشاشين الشام و أرمن كيليكيا ( مملكة أرمينيه الصغرى ). و من ناحيه تانيه ببراعته الدبلوماسيه قدر يألب المغول على بعض. و انضم لحلفه بركاى خان بن جوجى ( بركه خان فى الكتب العربيه ) ملك القبيله الدهبيه ( المغول الشماليين او مغول القفجاق ) اللى اعتنق الاسلام هو و قبيلته و دخل فى حروب مع ايلخانات فارس . فى عهد بيبرس هرب مغول من فارس على مصر فاكرمهم و سكنهم فى القاهره و ضم منهم ناس لجيشه. المغول دول دول اتعرفوا فى مصر باسم " المغول الوافديه ". و كانت ليه علاقات كويسه مع ميخائيل باليولوجس Michael Palaeologus امبراطور الدوله البيزنطيه اللاسكاريه ( بلاد الأشكرى فى المراجع العربيه القديمه ) ، و مع منفرد هوهنشتاوفن Manfred Hohenstaufen امبراطور الدوله الرومانيه الغربيه و ملك صقليه ، و مع الجمهوريات الايطاليه ، و مع سلطان و سلاجقة الروم اللى كانو تابعين للمغول لكن ضعفا و متذبذبين. هدف بيبرس بالعلاقات دى كان ان القوى الصديقه دى تمنع مرور أى مدد للصليبيين ، و تمنع اى تحالف بين المغول و الصليبيين و وقف جيوش المغول اذا فكرت فى التقدم عشان تساعد الصليبيين [9]

بعد آباقا ما اتولى الحكم حارب بركاى خان فى ربيع 1266 جنب أكسو ، و اضطر يهرب و يدمر الكبارى اللى بناها على نهر " كر " عشان بركاى ما يقدرش يعديله و فضل الجيشين مواجهين بعض على شطين النهر لمدة اسبوعين من مش ما حد يقدر يعدى للتانى ، و لما بركه حاول يعدى فى نقطه شرق تيفليس ( تبيليسى دلوقتى ) اتوفى فى السكه ، و المعركه انتهت على كده .[10]

آباقا بعت لبيبرس هدايا و طلب منه الصلح لكن بيبرس رفض لإنه كان فاهم إن دى كانت مجرد مناوره لكسب الوقت لغاية ما يقدر يخش الشام .[11] جواب اباقا اللى طلب فيه الصلح كان بلهجه تهديديه و قال لبيبرس فيه : " و أنت لو صعدت الى السماء ، او هبطت الى الارض ما تخلصت منا ، فالمصلحه أن تجعل بيننا صلحاً ". فرد عليه بيبرس بقوله لرسول آباقا : " اعرف أنى وراه بالمطالبه ، و حا احسن وراه لغاية ماأنتزع من ايده كل البلاد التى استحوذ عليها ".[7]

هزيمته لچغتايين الخطا و تدمير بخارا

 
خطا الچغتايين على الخريطه فى فتره لاحقه

الخطر التانى اللى واجه آباقاخان جاله من الشرق من بلاد الخطا الچغتايين فى وسط اسيا .[12] " براق " خان الچغتايين اتحالف مع قريبه " تكودار اغول " ضد آباقا. تكودار اللى كان له فرقه عسكريه جوه فارس من ايام هولاكو حاول فى 1269 يهرب بعساكره عن طريق ممر دربند عشان ينضموا لقوات براق ، لكن قوات مواليه لآباقا بقيادة " شيرامون نويان " و غيره اتنبهت ليهم و قطعت عليهم الطريق و اشتبكت معاهم لغاية ما استسلموا. لكن براق عدا نهر اوكسوس ( بيتسمى نهر امو دريا و نهر جيحون ) فى ربيع 1270 فطلع آباقا بنفسه على راس جيش و اشتبك معاه جنب " هراة " فى 22 يوليه 1270 و اتغلب جيش الچغتايين بالكامل و هرب براق بشوية عسكر فضلوا معاه و بكده قدر آباقا يأمن الحدود الشرقيه بتاعة مملكته [13][14]

بعد ما آباقا رجع من المعركه و صل من القاآن ( الخان الاعظم ) فرمان تنصيبه و التاج ، فاتنصب مره تانيه فى مدينه جغاتو و اتعملت احتفالات .[15]

فى سنه 1272 امر آباقا قواده " بيسودر أغول " و " نيكبى بهادر " و " چارود " و " إلادو " بمهاجمة مدينة بخارا ( بخارى ) فى الخطا ، فهاجموا مدينة كش و بعدين حاصروا بخارى و دخلوها و قعدوا لمدة اسبوع يدمروا فيها و ينهبوها و يحرقوا مبانيها و مدارسها و مكتباتها ، و قتلوا الالاف من سكانها و عملوا مدابح رهيبه و كانو عايزين يحرقوها بالكامل لولا انهم سمعوا ان فيه جيش چغتايى جى فى السكه فاضطروا ينسحبوا و يهربوا بالاسرى و السبايا و قتلوا منهم 50 الف فى السكه و هما بيهربوا. فضل المغول يشنوا هجمات سريعه على بخارى لمدة تلت سنين لغاية ما اتدمرت بالكامل و ما عش فيها و فى نواحيها حد لمدة سبع سنين .[16]

صراع جديد مع بيبرس

 
تحركات الظاهر بيبرس ضد المغول و الصليبيين وقت الحمله الصليبيه التاسعه

استغل آباقاخان الهدوء على الجبهه الشرقيه فى شن هجمات كر و فر على حدود سوريا لكن ما استغلش الموضوع لشن هجمات كبيره .[17]

فى صيف 1270 لويس التاسع ملك فرنسا شن الحمله الصليبيه التامنه على تونس بهدف تحويلها لقاعدة يهاجم منها مصر ، و ده كان مخالف للى جه فى الجوابات اللى اتبادلها آباقا مع بابا الكاتوليك كليمينت الرابع (1268-1267) بخصوص خطه لمحاصرة الجيش المصرى بين الصليبيين و المغول عن طريق انزال جيش صليبى فى مصر او سوريا .[18] و بعد ما مات لويس فى تونس ادوارد ملك انجلترا اللى كان معاه فى تونس طلع على عكا ( الحمله الصليبيه التاسعه ) و اول ما نزل بعت طوالى مراسيله لآباقا و رد عليه آباقا بجواب قاله فيه انه بعد تفكير قرر انه يبعت له جيش ضخم بقيادة سماغار عشان يساعده و طلب منه انه يتفق بالظبط على اليوم اللى حا يهاجم فيه الاعداء. نتيجة الاتصلات دى شن ساماغار و السلاجقه هجوم يوم 20 اكتوبر 1271 على شمال سوريا. بيبرس اللى كان متوقع الهجوم كان فى الوقت ده فى سوريا فطوالى بعت جاب قوات من مصر و جهز جيشه و طلع بيه على الشمال و لما شاف المغول بيبرس هربوا وبكده انتهت امكانية حصول تعاون عسكرى بين المغول و الصليبيين فى المرحله دى [19]

استمرت الإتصالات و المراسيل رايحه جايه بين المغول و الصليبيين بهدف التحالف و محاصرة مصر فى جنوب البحر المتوسط. فى مايو 1274 انعقد مجلس الكنايس فى ليون بإشراف بابا الكاتوليك جريجورى العاشر اللى كان مهتم بمستقبل الأراضى المقدسه و عايز يوحد الكنايس الكاتوليكيه و اليونانيه ، و تحضير حمله صليبيه جديده. المغول حضروا الإجتماعات و وفدهم كان بيضم الدومينيكانى ريتشارد مترجم آباقاخان. جواب آباقا للمجلس اتكلم عن العلاقات المغوليه-اللاتينيه و ان آباقا بيتمنى يعمل تحالف مع اللاتين ضد المصريين ، و بعد ما اتقرى الجواب ، صلى بابا الكاتوليك و اتمنى ان آباقا ينضم للكنيسه الكاتوليكيه ، و وعد بانه حا يبعت رسل لأباقا يقولوله هو اهله عن حاجات روحانيه قبل ما يبعت جيش صليبى فى أسرع وقت ممكن. اتنقل جواب آباقا لانجلترا و اتقرا ع الملك ادوارد الاول اللى رد عليه فى بداية 1275 بمديح لآباقا ، و عبر عن امانيه ان بابا الكاتوليك يحضر حمله بسرعه ، و قال ان بمجرد الحمله ما تجهز حاينضم ليها. فى أواخر سنة 1976 وصل روما مبعوثين جداد من المغول ( جون و جيمس فاسالى ) و معاهم جواب من آباقا لجون الواحد و عشرين ، اللى بقى بابا الكاتوليك بعد ما مات جريجورى سنة 1276 ، و طلب آباقا فى الجواب ان اللاتين يشنوا هجوم على الاراضى المقدسه ، و وعد بتقديم مساعدات لوجوستيه و بتدخل عسكرى مباشر لما توصل الحمله ، و بعد الرسل ما سلموا الجواب للبابا فى روما راحوا على فرنسا و انجلترا و سلموه لفيليب التالت و ادوارد الاول ، و لادوارد كان فيه اضافه خاصه بيه قدم فيها آباقا اعتذاره على انه ماقدرش يساعده كويس سنة 1270 وقت الحمله الصليبيه التاسعه. لكن كل الكلام ده ما جابش نتيجه و كل اهتمامات البابا كانت منصبه على تحويل آباقا و المغول لكاتوليك .[20]

فى مصر، بيبرس كان على علم بالاتصالات دى ، و كان قلقان من حصول تحالف فيهجم الصليبيين على اسكندريه او دمياط فينشغل الجيش المصرى فى الدفاع عن مصر ، فيهجموا المغول على سوريا و ياخدوها ، لكن ده لحسن حظه و حظ سوريا ما حصلش. فرصة التحالف ضاعت على آباقا لما ما ساعدش الحمله الصليبيه التاسعه بتاعة الملك ادوارد ، فلو دخل المغول وقتها بكل ثقلهم فى المعركه كانو اربكوا الجيش المصرى ، لكن الحاح آباقاخان و جواباته الكتيره اللى بعتها للاتين بيوضح قد ايه كان مهتم بتوجيه ضربه قويه للظاهر بيبرس اللى كسر المغول فى معركة عين جالوت .[21]

معركة الأبلستين و دخول بيبرس دولة سلاجقه الروم

السلاجقه كانو تابعين لحكم المغول من ايام هولاكو. فكر بيبرس فى توجيه ضربه للمغول هناك عشان يقضى على نفوذهم فيها. السلطه فى دولة السلاجقه فى الوقت ده كانت فى ايد " معين الدين سليمان البرواناه " ( البروانه كلمه فارسيه معناها الحاجب ). لما سمع معين الدين إن بيبرس بيتقدم على الشمال ، انضم ليه و راسله ، و فى سنة 1277 قامت المعركه اللى اتعرفت باسم معركة الأبلستين ، بين الجيش المصرى من جهه و سلاجقة الروم و المغول من جهه و انتصر بيبرس انتصار حاسم و كبير و دخل قيساريه عاصمة السلاجقه و دخل قصر السلطنه و قعد على عرش سلاجقة الروم و ضرب عمله باسمه و اتخطب باسمه . و بعد ما خلص بيبرس مهمته اللى دمرت دولة سلاجقة الروم راح ع الشام .[22] و بيحكى مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذانى إن المغول حطوا عوائق فى الطريق عشان يعيقوا حركة الجيش المصرى و هو راجع بقوله : " و قد وضعت العوائق فى طريق الفرسان المصريين فترجل كثير منهم " [23]

لما آباقاخان سمع باللى حصل اتصدم صدمه كبيره و جن جنونه ، فطلع بنفسه من تبريز على راس جيش و راح على بلاد الروم و نزل دبح و تقتيل فى الناس بحجة مساعدتهم لبيبرس و انضمامهم ليه و نهبت عساكره المدن و قبضوا على " معين الدين سليمان البرواناه " و قتلوه، و بعت آباقاخان جواب لبيبرس يهدده فيه و قاله : " فإذا كنتم تريدون لقاءنا و قتالنا فادخلوا الميدان و ثبتوا الأقدام. تعال لكى ترى سنانى ، وتنظر الى التواء عنانى. كنت جبلا فستنهار من اساسك ، و إن كنت حجرا فلن تستقر فى مكانك. فأين شاهدت المقاتلين ، يامن لم يسمع عواء الثعالب. و ان لم تأت جيوشنا مستعده لقتالك فى طليعة الشتاء ، و اذا امتدت نار غضبنا الى بلاد الشام ، فإنها بلا ريب هاتأتى على كل مالكم هناك من اخضر و يابس ، علشان الرب الأزلى قد وهب جنكيزخان و ذريته بلاد العالم ، و أدخل السراة المتمردين فى ربقة طاعتنا. و يخالف اهل الإقبال. تكون مخالفته دليلا على الإدبار " .[24]

الصراع مع السلطان قلاوون

بيبرس كان ناوى يرجع قيساريه تانى عشان يطلع منها المغول بإعتبارها بقت من املاك دولته لكن قبل ما يرجع مصر اتوفى فى الشام فى 2 مايو 1277 و اتسلم ابنه الملك السعيد بركه قان الحكم و امر بدفنه فى دمشق .[25] حكم السعيد بركه حوالى سنتين و بعدين اتعزل و اتحط مكانه أخوه الص مش سلامش اللى قعد حوالى تلت تشهر لغاية ما اتزاح هو كمان واتسلم الحكم سلطان كبير هو قلاوون الألفى. فى فترة حكم الملك السعيد و سلامش ما حصلتش مصادمات كبيره على حدود الشام. لكن فى عهد السلطان قلاوون ابتدى المغول ينشطوا. فى بداية اكتوبر 1280 هجم المغول بتلت فرق على حلب و هربت الناس على دمشق و من هناك قرروا يهربوا على مصر. من اللى قادوا الفرق المغوليه " بيدو " ابن طوغاى ابن هولاكو و " منكوتمر " ابن هولاكو و اخو آباقاخان ، فخرج من دمشق الامير ركن الدين إياجى بالعسكر و وصل من مصر عسكر بيقودهم الامير بدر الدين بكتاش و اتجمعوا فى حماه ، وبعت الامرا للامير سنقر الأشقر ، اللى كان وقتها منشق على قلاوون و عايز يستقل بالشام ، و طلبوا منه يبطل عراكه مع قلاوون و ينضم ليهم عشان يحاربوا المغول. المغول هجموا على ضواحى حلب و استولوا على عين تاب و بغراص و دربساك ، بعدين دخلوا حلب نفسها و قتلوا و نهبوا و خطفوا الناس و حرقوا الجوامع و المدارس و بيوت الامرا. وقعدوا هناك يومين يخربوا ، و بعدين خدوا اللى نهبوه و رجعوا على بلادهم . قلاوون اللى كان طلع بالجيش المصرى لما سمع ان المغول مشيوا رجع على مصر [26]

قلاوون عمل هدنه مدتها عشر سنين و عشر شهور و عشر تيام و عشر ساعات مع الصليبيين فى عكا و عمل هدنه تانيه مع طرابلس و بعدين راح على دمشق و هناك بعت له سنقر الأشقر يطلب الصلح فاتصالحوا و رجع على القاهره و عمل قلاوون معاهدات و اتفاقيات مع مغول القفجاق و امبراطور بيزنطه و صقليه و كاستييا و جمهورية جنوه و بكده آمن نفسه بقى متفرغ لآباقاخان .[27][28]

معركة حمص التانيه

 
معركة حمص (1281) بين اباقاخان و السلطان قلاوون

منگوتيمور اخو آباقاخان راح بجيش مغولى على قيساريه ، وعرف قلاوون من أسير مغولى إن المغول بيستعدوا لغزو الشام بحوالى 80 الف محارب ، فخرج قلاوون بالجيش المصرى و انضمت ليه قوات من الكرك بعتها الملك المسعود خضر ابن الظاهر بيبرس. الجيش المغولى كان متقسم على جيوش ، من ضمنها جيش بيتكون من حوالى 3000 فارس بيقوده آباقاخان اللى كان معاه حاكم ماردين ، راح على الرحبه و اتوقف هناك. طلايع جيش المغول كان بيقودها منگوتيمور ، و ابتدت الناس تهرب من حلف و حماه و حمص و هما مرعوبين لما شافت الطلايع. وراح قلاوون بجزء من الجيش على المرج و عسكر هناك و بعدين راح على حمص و معاه كل الجيش ، و وصل الامير سنقر الأشقر و الامرا الظاهريه ( امرا الظاهر بيبرس ). لما وصلت الأخبار ان المغول بيقربوا استخبى الناس فى جامع دمشق و فى المصلى بره دمشق و قعدوا يدعوا و يعيطوا ، و على الجبهه اتجهز الجيش و استعد للمعركه. جيش مصر كان فيه حوالى 800 من المماليك السلطانيه .[29]

وصل المغول لأطراف حلب و وقف آباقاخان فى الرحبه ، و راح منگوتيمور على عين تاب على راس جيش بيضم 50 الف محارب مغولى و 30 الف محارب كرجيين و روم و أرمن و صليبيين ، و هاجم حماه و خرب اماكن فيها.

بيقول مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذانى فى فصل " حكاية توجه آباقاخان لناحية الشام و اشتباك منگوتيمور مع المصريين " ان جيش المغول كان عرض صفوفه حوالى 20 كم .[30]

بدت المعركه فى صباحية يوم 29 اكتوبر 1281 ، و اصطدمت ميسرة جيش آباقاخان اللى كان بيقودها " اليناق " و " طايجو بهادر " و " هولاجو " و " قربوقاى " بميمنة جيش مصر صدمه جامده لكن العسكر صمدوا و ضربوا ميسرة جيش المغول ضربه جامده ، و دخلوا على القلب الموجود فيه منگوتيمور. لكن ميسرة الجيش ما صمدتش قدام ميمنه المغول اللى كان قوامها جيش " هندوقور " و بيقودها " مازوق آقا " ، وانكسر جناح القلب من جهة الشمال و جريوا المغول ورا العساكر لغاية حمص اللى قفلت أبوابها ، و فضلت عساكر منهم تجرى لغاية ما وصلو غزه و اتخضت الناس هناك. لا عسكر الميسره اللى هربوا و لا المغول اللى بيطاردوهم كانو دريانين ان عسكر قلاوون انتصروا فى الميمنه و ضربوا قلب الجيش المغولى و دمروه ، و ان منگوتيمور نفسه وقع من على حصانه و انجرح و هرب و وراه جيشه جزء هرب ناحية سلميه و الصحرا و جزء هرب على جهة حلب و الفرات. لما رجعت ميمنة المغول اللى كانو بيطاردوا العسكر المنهزم طلع عليهم قلاوون بقواته و قضى عليهم ، و بكده انتهت معركة حمص التانيه بنصر حاسم لقلاوون و هزيمه كبيره لآباقاخان اللى كان مستنى فى الرحبه و هرب على بغداد لما عرف إن جيشه اتغلب.[28][31][32]

طار الحمام و نزل فى القاهره ببشرة النصر الكبير ، ففرح المصريين و زينوا الشوارع و نصبوا أقواس النصر ( القلاع ) ، و استنوا رجوع قلاوون و الجيش المصرى ، و لما رجع قلاوون دخل القاهره و صناجيقه مرفوعه فوق راسه و معاه اسرى المغول و طلع قلعة الجبل ، و دخل جيش مصر من باب النصر بالاسرى و صناجق المغول منكسه و مكسره ، و مشيوا فى شوارع القاهره لغاية باب زويله وسط هتافات المصريين .[33]

غضب آباقا اللى اتصاب بذهول و احباط من هزيمة جيشه ، و قال لمنگوتيمور : " كان أحسن انك انت و الجيش تموتوا ولا تتغلبوا " .[34] ، و اتوعد انه حايعاقب المقصرين لما ينعقد مجلس المغول ( قور يلتاى ) فى الصيف ،و وعد بإنه حا يروح على الشام السنه الجايه و حا يقود الجيش بنفسه [35]

موت آباقاخان

رجع آباقاخان من بغداد على همذان ، و نزل فى سراية الملك فخر الدين منوچهر و لهى نفسه بالمتع و الترفيه ، و فى ليلة 1 ابريل 1282 شرب خمره كتيره و سكر ، فلما خرج بالليل يقضى حاجته اتهيأله ان فيه طاير اسود واقف على شجره ، فقعد يصرخ : " ايه الطاير الاسود ده ؟ " ، و نادى على السهاميه و امرهم انهم يضربوه بالسهام ، لكن العساكر ما شافوش طاير و لاحاجه عشان يضربوه، و فجاءه غمض آباقاخان عنيه و مات و هو قاعد على كرسى دهب ، و عملوا العزا و شالوا نعشه لغاية " شاهوتله " و دفنوه قدام هولاكو ، و بعدها بحوالى تلت اسابيع حصله اخوه منگوتيمور اللى مات مكمود من هزيمته .[36] ، و اتولى الحكم أخوه تكودار اللى سمى نفسه احمد بعد ما قعد على عرش الإيلخانات [37][38]

 
شوف كمان
مسك قبله
إيلخانات فارس
مسك بعده
هولاكو مدة الحكم: سبعتاشر سنه احمد تكودار

فهرست و ملحوظات

  1. أ ب مُعرِّف الموسوعة الكتالونية الكبرى (GEC): https://www.enciclopedia.cat/ec-gec-0000056.xml — باسم: Abāqā — العنوان : Gran Enciclopèdia Catalana — الناشر: Grup Enciclopèdia
  2. أ ب باسم: Abāqā — مُعرِّف دي أجوستيني (De Agostini): https://www.sapere.it/enciclopedia/Abāqā.html — الناشر: دي أغوستيني
  3. https://pantheon.world/profile/person/Abaqa_Khan — تاريخ الاطلاع: 9 اكتوبر 2017
  4. العنوان : Абака-ханъ — نشر في: Encyclopedic Lexicon. Volume I, 1835
  5. الأسامى و الألفاظ المغوليه حاتتكتب فى المقاله دى زى ما كتبها مؤرخهم رشيد الدين الهمذانى
  6. الهمذانى ، 3
  7. أ ب الشيال، 2/138
  8. بيبرس ما نهزمش فى أى معركه ضد الصليبيين ، فى سنة 1265 استولى على مدينة قيساريه، و بعدها سنة حاصر قلعة صفد و استولى على مدينتها ، و فى سنة 1268 استولى على مدن كتيره منها يافا و شقيف أرنون و هاجم أنطاكيه و أجبر طرابلس و عكا على المفاوضه و طلب الصلح.- (الشيال، 2/155-157 )
  9. الشيال، 2/149
  10. Curtin, p. 294
  11. المقريزى، 2/38-29
  12. بلاد الخطا (بكسر الخا وفتح الطا) بلاد بتاخم بلاد الصين و هم جنس من الترك. -(القلقشندي، 4/481). بلاد بتسكنها قبائل اسيوية من الترك ، نزحت من شمال الصين فى النصف الأولانى من القرن الساتت الهجرى . سكن الخطائيين ( مفرد: خطائى / خطائيه ) غرب إقليم التركستان وكونوا دولة اتعرفت باسم " القراخطائيين "، بعد كده امتدت دولتهم لنهر سيحون اللى فصل بينهم وبين الخوارزميه ، و كانت ديانتهم البوذية. -(ابن الدوادارى،7/162)
  13. Amitai-Preiss, p. 87-88
  14. الهمذاني، 45-21
  15. الهمذانى ، 55-56
  16. الهمذانى ، 59-60
  17. Amitai-Preiss, p. 88
  18. Amitai-Preiss, p. 88&98
  19. Amitai-Preiss, p. 99
  20. Amitai-Preiss, p. 99-101
  21. Amitai-Preiss, p. 105
  22. الشيال، 2/138-139
  23. الهمذانى ، 62
  24. الهمذانى ، 63-64
  25. المقريزى ، 2/110
  26. المقريزى ، 2/136-135
  27. المقريزى ، 2/142-139
  28. أ ب الشيال ،165
  29. المقريزى ، 2/145
  30. الهمذانى ، 83
  31. المقريزى ، 2/148-146
  32. الهمذانى ، 84-82
  33. المقريزى ، 2/153
  34. المقريزى ، 2/150
  35. الهمذانى ، 84
  36. المقريزى ، 2/156
  37. الشيال، 2/165
  38. الهمذانى ،86-85

مصادر

  • رشيد الدين فضل الله الهمذانى : جامع التواريخ، الإيلخانيون، تاريخ ابناء هولاكو من آباقاخان الى كيخاتوخان ، دار إحياء الكتب العربية.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية، دار المعارف، القاهرة 1961.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • ابو بكر بن عبد الله بن أيبك الدوادارى : كنز الدرر وجامع الغرر، ( 9 اجزاء) مصادر تأريخ مصر الاسلامية ،المعهد الألمانى للآثار الاسلامية، القاهرة 1971.
  • القلقشندى : صبح الأعشى فى صناعة الإنشا ( 16 جزء )، دار الفكر، بيروت.
  • Amitai-Preiss, Reuven, Mongols and Mamluks: The Mamluk-Ilkhanid War, 1260-1281 ، Cambridge University Press 2004, ISBN 0-521-52290-0
  • Curtin, Jeremiah،The Mongols, A History،Da Capo Press 2003 ISBN 0-306-81243-6