سنقر الأشقر
شمس الدين سُنقُر بن عبد الله العلائى الصالحى النجمى [1] المعروف بـ " الأشقر " ( اتولد حوالى سنة 1222 - اتوفى فى القاهره فى 11 ديسمبر 1292 ) ، فى سنة 1280 فى عهد السلطان قلاوون اتمرد فى الشام و اتسلطن باسم " الملك الكامل سنقر الأشقر ".
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصيه | ||||
تاريخ الوفاة | سنة 1293 | |||
تعديل مصدري - تعديل |
سنقر الأشقر عاصر احداث مهمه فى تاريخ مصر و الشرق الأوسط زى قيام الدوله المملوكيه و حروب و معارك المغول و الصليبيين ، و عاصر سلاطين كبار لعبو ادوار تاريخيه حددت مستقبل مصر و شكلت خريطة الشرق الوسطانى زى شجر الدر و عز الدين أيبك و سيف الدين قطز و الظاهر بيبرس و سيف الدين قلاوون و انتهت حياته بطريقه غريبه فى عهد الأشرف خليل فاتح عكا و محرر ساحل الشام من الجيوب الصليبيه اللى اتبقت من مملكة بيت المقدس. عشان كده قصة حياته هى فى نفس الوقت قصة مرحله مهمه من مراحل تاريخ مصر كانت مليانه بالأحداث و التحديات و المخاطر. فى نفس الوقت وقائع قصته بتدى فكره عن شكل الدوله المملوكيه و بناها السياسى فى بداية حكم دولة المماليك البحريه و العلاقه مابين مماليك الجيل الأولانى اللى " مسهم الرق " و اللى بطريقه شبه اسطوريه قامت على كتافهم الدوله المملوكيه قبل مايظهر الجيل التانى اللى اتولد فى مصر.
سنقر الأشقر كان من كبار امرا المماليك البحريه الصالحيه فى مصر و كان خشداش [2] لبيبرس البندقدارى و قلاوون الألفى و غيرهم من اعيان الصالحيه [3] تحت زعامة فارس الدين أقطاى الجمدار. لما اتقتل أقطاى فى قلعة الجبل فى المؤامره اللى دبروها السلطان عز الدين ايبك و سيف الدين قطز ، هرب معاهم على الشام عند الملك الأيوبى الناصر يوسف بعد مافهمو ان السلطان ايبك و قطز عايزين يتخلصو منهم هما كمان.
فى سنة 1258 هجم المغول على بغداد بقيادة هولاكو و استولو عليها و منها دخلو الشام فى 1259 و استولو عليها هى كمان. فى الوقت ده سنقر الأشقر كان متغرب فى حلب مع بيبرس بعد ماضطرو يهربو من مصر من مؤامرة أيبك و قطز ، فلما هجم المغول على المدينه سنقر ادا بيبرس حصانه عشان يهرب بيه و وقف هو فى مكانه فهرب بيبرس ، و اسر المغول سنقر و اخده هولاكو على إيلخانية المغول فى فارس. فالعلاقه بين المماليك اللى بينتمو لنفس الاستاذ ( خشداشية بعض ) كانت علاقه اخويه متينه ، و فى وقت الأزمات كانو بيتكاتفو و بيفدو بعض. سنقر و بيبرس كانو عاهدو بعض ان لو واحد فيهم وقع فى مصيبه التانى لازم يعمل كل حاجه عشان ينقذه منها لحد و لو ضحى بنفسه. بعد ماحتل المغول الشام و ابتدو يهددو مصر نفسها بيبرس رجع على مصر اللى فى الغضون دى بقى سلطانها سيف الدين قطز. فى 1260 خرج بيبرس مع قطز و الأتابك فارس الدين أقطاى الصغير على راس الجيش المصرى و غلبو المغول فى معركة عين جالوت و حررو الشام فبقت تابعه لسلطنتهم فى مصر. لكن سنقر الأشقر فضل أسير عند المغول فى فارس. بعد قتل السلطان قطز اتنصب بيبرس سلطان على مصر باسم " الظاهر بيبرس " و فضل فاكر خشداشه سنقر الأشقر اللى ضحى بنفسه عشانه.
فك اسره
فى سنة 1266 خرج بيبرس من مصر و هاجم مملكة كيليكيا الأرمنيه بجيش كان بيقوده عز الدين أوغان سم الموت و قلاوون الألفى و حصلت معركه اتعرفت باسم معركة مرى مابين الجيش المصرى و جيش الأرمن و اتغلب الأرمن و فى المعركه دى اتأسر ليون بارون ارمينيا الصغرى Leon اللى كان ابن هيتوم الاولانى Hetoum I ملك الأرمن و ولى عهده و اترحل على القاهره مع الأسرى. الملك هيتوم طلب من السلطان بيبرس انه يرجعله ابنه مقابل أى حاجه يطلبها ، فبعتله بيبرس و قاله: " لو قدرت تفك اسر خشداشى سنقر الأشقر الأسير عند المغول و ترجعهولى فأنا فى المقابل هاطلق سراح ابنك ليون " ، و ده اكمن الملك هيتوم كان حليف المغول و خاضع ليهم و كان زى مستشار لـ اباقاخان إيلخان المغول. هيتوم سافر هيتوم على فارس و حكى الموضوع لاباقاخان فقاله اباقاخان انه لو قدر يلاقى سنقر الأشقر هيديهوله هديه. هيتوم قعد يدور على سنقر الأشقر لكن مالقاهوش ، و بعد مايئس بعت لبيبرس و قاله انه مستحيل يلاقيه فرد عليه بيبرس: " لو مارجعتليش سنقر فمش هسيب ابنك ". فضل هيتوم يفكر يعمل ايه و بعد ماناقش الموضوع مع اخواته قرر انه يبعت الامير ليون ابن سباربت Sparapet لأباقاخان عشان يسمحله بالتدوير على سنقر الأشقر فى المعسكرات و المناطق السكنيه البعيده ، فراح الامير ليون على الإيلخانيه و سمحله اباقاخان بالتدوير و اداله مرافقين عشان يساعدوه ففضل يدور على سنقر لغاية مافعل لقاه فشكر الإيلخان و سافر بسنقر على كيليكيا ، و بعد ماوصل العاصمه سيس شيع الملك هيتوم جواب لبيبرس قاله فيه انهم لقيو سنقر الأشقر و بعت لبيبرس جواب من سنقر فيه أماير بتدل على انه هو. بيبرس فرح و لم الامرا و قالهم: " يا امرا لو واحد فيكم وقع فى الاسر هتعملو ايه ؟ " فلما ردو عليه بانهم يفدوه بأرواحهم و مالهم ، قالهم: " فيه واحد فيكم وقع فى الاسر لكن خشداشيته نسيوه لكن أنا مانسيتهوش و ده شمس الدين سنقر الأشقر ، ملك سيس عرض عليا مال و بلاد عشان ياخد ابنه ، لكن انا ماهمتنيش الحاجات دى و طلبت سنقر ، و دلوقتى وصل جواب من ملك سيس بإنه لقاه ".
بيبرس بعت للملك هيتوم عشان ينظمو عملية مبادلة ليون بسنقر الأشقر لكن هيتوم ماكانش عايز يسلم لبيبرس قلاع و حصون كان تسليمهم من ضمن الإتفاق فكتب له بيبرس: " لو كنت انت قاسى على ابنك و ولى عهدك ، فأنا قاسى على صاحب مفيش بينى و بينه قرابه ، و يبقى الرجوع منك ماهواش منى. و احنا بنعمل اللى كتبناه ، فاعمل زى ماانت عايز فى سنقر الأشقر ". لما هيتوم جاله جواب بيبرس و قراه خاف و وافق على مبادلة ابنه ليون بسنقر الاشقر و على تسليم القلاع. اتفق الملكين على إن هيتوم يبعت رهاين على مصر عشان يحلو محل ابنه ليون لغاية مايرجع سنقر الأشقر و تتسلم القلاع. هيتوم بعت الرهاين اللى كانو ابن أخته أوشين و ريموند و ريموند ابن كوستاندين ابو هيتوم ، و راح الامير بدر الدين يحكا على مصر عشان يجيب ليون. طوالى اول الرهاين ماوصلو افرج بيبرس عن ليون فرجع على كيليكيا و معاه هدايا من بيبرس للملك هيتوم ، و بعد وصوله الملك هيتوم ساب سنقر الأشقر فرجع على مصر و فرح بيبرس برجوعه و ساب الرهاين يرجعو على مملكة كيليكيا و اتعملت معاهدة صلح بين الطرفين. بيبرس بنى لسنقر الأشقر بيت فى قلعة الجبل و عمله امير و اداله فلوس و حصنه و غيره و بقى من خواصه.
سنقر الأشقر بقى من الخاصكيه [4] و المستشارين المقربين جداً من السلطان بيبرس و شارك فى غزو سلطنة الروم و قاد وقتها قوه دخلت فى معركه ضد كتيبه مغوليه من 3000 فارس كان بيقودها القومندان المغولى كراى فغلبها و شتتها و أسر عدد من فرسانها ، و قاد العسكر اللى جريو ورا فلول المغول الهربانين قدام زحف الجيش المصرى على قيساريه عاصمة الروم السلاجقه بعد معركة الأبلستين. و لما اتوفى بيبرس جنب دمشق سنة 1277 و هو راجع على مصر بعد غزوة قيساريه سنقر الأشقر كان من الامرا اللى شالو جثمانه و اشرفو على تكفينه.
بعد وفاة بيبرس
بعد وفاة السلطان بيبرس قعد مكانه ابنه السعيد بركه قان على عرش مصر و الملك السعيد ده كان طيب و كريم لكن كان شاب صغير مابيفهمش فى السياسه و ادارة الدوله و مابيعرفش ان الامرا الكبار هما عماد الدوله اللى لازم يحترمهم و يتجنب الدخول معاهم فى مشاكل عشان يخلصوله و ماينقلبوش عليه. السعيد بركه لم حواليه شله فاسده و استهان بالامرا الكبار اللى كان من ضمنهم سنقر الأشقر اللى كان من اهم مستشارين ابوه بيبرس ، و وصل استهتاره بيهم لدرجة انه قبض على واحد منهم و حطه فى السجن فإنقلب عليه الامرا الكبار و كان منهم سنقر الأشقر و قلاوون الألفى ، لكن بدل مايصلح نفسه اتمادى فى الموضوع و قبض على سنقر الأشقر و الامير بدر الدين بيسرى و حبسهم فى قلعة الجبل فزادت كراهية الامرا ليه ، و راح خاله لأمه و قالها ان ابنها عمل غلطه كبيره بحبس امرا اكابر زى دول فأحسن انها ترده لعقله و إلا فنظامه هيفسد و ايامه هتقصر . لكن الملك السعيد لما سمع باللى قاله خاله بدل ماياخد بالنصيحه راح قابض عليه هو كمان ، لكن امه فضلت تترجاه و تلح عليه انه لازم يسيبهم لغاية ماسمع كلامها و سابهم و رجعهم لمناصبهم زى ماكانو. انتهى الملك السعيد بإنقلاب الامرا الكبار عليه و قررو انهم يخلعوه و يخلصو منه لكن سنقر الأشقر كان الامير الكبير الوحيد اللى فضل وياه فى الاول لكن بعد ماشاف ان مفيش فايده سابه و افترق عنه فى المطريه و هما راجعين القاهره من بلبيس ، لكن مانضمش للامرا المتمردين اللى حاصروه فى قلعة الجبل لغاية ماجبروه على انه يخلع نفسه و نصبو مكانه اخوه الصغير سلامش اللى وقتها كان عنده حوالى سبع سنين ، و اتعين قلاوون الألفى اتابك على العسكر و بقى هو اللى بيدير المملكه. قلاوون عين سنقر الأشقر نايب للسلطنه فى دمشق فساب سنقر مصر و سافر على الشام و قعد فى دمشق. نايب السلطان فى دمشق كان مركز كبير و لما دخل سنقر دمشق استقبلوه الناس و عاملوه زى الملوك. بعد ما قلاوون عزل سلامش و نصب نفسه سلطان على مصر كتب جواب لسنقر بلغه فيه انه بقى السلطان و نعته باسم المملوك. فى الواقع لما قلاوون الألفى عين سنقر الأشقر نايب على دمشق كان قصده يبعده عن مصر عشان مايعترضش او ماينافسهوش على السلطنه اكمنه كان بيجهز لعزل سلامش ، فالشام كانت بتستعمل كمنفى لإبعاد الامرا عن طريق تعيينهم نواب او غيره فيها و كان الامير اللى بيسيب مصر بسبب تعيينه فى الشام بيحزن و بيفهم انه استبعد لحته مالهاش مكانه. بعد قلاوون ماتسلطن عرف ان الامرا الصالحيه و الظاهريه [5] بيراسلو سنقر فبقى خايف انهم يقتلوه لكن الامرا قلبو عامة المصريين عليه فكانو بالليل بيروحو يقفو تحت القلعه و ينادو عليه بصوت عالى: " يابو عيشه اركب و كون طيب ، يابو عيشه ".
السلطان الكامل سنقر الأشقر
فى سنة 1280 اتمرد سنقر الاشقر على السلطان قلاوون و نصب نفسه سلطان فى دمشق باسم " الملك الكامل سنقر الأشقر " و عمل لنفسه يوم الخميس 2 مايو موكب من قلعة دمشق للميدان الاخضر بشعار السلطنه و الامرا ماشيين قدامه ، و تانى يوم اتخطب له فى خطبة الجمعه على منبر جامع دمشق بدل السلطان قلاوون. تمرد سنقر ابتدى بعد السلطان قلاوون ماخلع سلامش ابن صاحبه و خشداشه الظاهر بيبرس و نصب نفسه سلطان مكانه و بعدين راح معين الامير حسام الدين لاجين نايب على قلعة دمشق و بعته عشان يستلمها فخاف سنقر الاشقر على مركزه ( نيابة دمشق و نيابة قلعة دمشق كانو منصبين مختلفين ) فراح لامم الامرا الشوام و قالهم ان فيه أخبار وصلت من مصر بإن السلطان قلاوون مات و هو بيشرب القمز ، و طلب منهم انهم يطيعوه هو و يدولوه ولائهم ، فعملو زى ماطلب منهم ، و قبض على لاجين و كذا امير رفضو يحلفوله اليمين ، و بعت الامير سيف الدين بلبان الحبيشى لنواب كل المدن و القلاع الشاميه عشان ياخد ولائهم ، و عين امرا فى دولته ، و خد عيلته من " دار السعاده " اللى كانت مقر سكنة نايب دمشق و راح سكن فى قلعة دمشق. فى الوقت ده السلطان قلاوون كان باعت الامير عز الدين الأفرم على الكرك للتصدى لتمرد الملك المسعود خضر ابن الظاهر بيبرس اللى كان نايب على الكرك ، فلما سمع سنقر إن فيه تجريده عسكريه خرجت من مصر افتكر انها رايحله هو فبعت للامير الأفرم و حذره من المجى لدمشق و قاله: " انا مهدت الشام و فتحت القلاع و خدمت السلطان ، و الاتفاق اللى مابينى و بينه انى اكون حاكم المنطقه اللى مابين الفرات و العريش ... ودلوقتى باعتلى عساكر عشان يمسكونى ! ". لما الأفرم قرا الجواب بعته طوالى للسلطان قلاوون.
بطبيعة الحال سلطنة سنقر الأشقر ماكانتش سلطنه شرعيه معترف بيها ، فمن الشروط الاساسيه للسلطنه انها كانت لازم تحصل فى القاهره عاصمة الدوله المملوكيه و ماكانش ينفع انها تحصل فى مكان أى مكان تانى بره مصر ، و الشرط الاساسى التانى كان ان الخليفه العباسى المقيم فى القاهره كان لازم يبايعه و يلبسه خلعة السلطنه ، و بعدين يتعمل الموكب بشعار السلطنه فى القاهره و بعدها تتبعت أخبار تولى السلطنه لنواب الدوله فى الشام و غيرها فيحلفو يمين الولاء للسلطان الجديد. لكن رغم كده ، فتمرد سنقر بالشكل ده على السلطان الرسمى فى القاهره كان تمرد خطير جداً خاصة ان امرا كتار فى الشام انضمو ليه و بقت الشام معرضه للإنفصال عن مصر.
لما السلطان قلاوون فى مصر عرف باللى عمله سنقر الأشقر بعتله جواب يوبخه و طلب منه انه لازم يرجع عن عملته و مع الجواب اللى وصلهوله خشداشه الامير سيف الدين بلبان الكريمى كان فيه جوابات من خشدشياته بيطالبوه هما كمان بالرجوع للطاعه ، لكن سنقر ماهمهوش ومارجعش عن عملته و ساق فيها. سنقر استفتى قاضى قضاة دمشق شمس الدين ابن خلكان فى اذا كان يجوز انه يحارب السلطان قلاوون فأفتاله الشيخ ان يجوزله. سنقر بعت عساكره الشاميه بقيادة شمس الدين قراسنقر عشان يهاجمو غزه فاستولو عليها و قعدو فيها لغاية ماخرجهم ماراحتلهم العساكر المصريه فانسحبو على الرمله بعد ماتأسر منهم عدد من الامرا. لما سمع سنقر بإن عساكره اتغلبت بعت لشيوخ العربان فى غزه و للامرا فى الشام و وعدهم بوعود جميله و اداهم هدايا و فلوس و قلاع عشان ينضمو ليه ، فإنضم ليه عربان بقيادة ملوك العرب احمد بن حجى و شرف الدين ابن مهنا و امرا من حلب و حماه و جبل بعلبك ، و انتشرت اخبار فى دمشق بإن عسكر مصر جايين فى السكه و دى كانت اخبار صح ، فقلاوون جهز تجريده على الشام لوقف التمرد. خرج عسكر مصر تحت قوماندية امرا كبار و راحو على غزه و منها على الرمله فانسحب قدامهم العسكر الشامى على دمشق.
فى 11 يونيه خرج سنقر بعساكره من دمشق و عسكر فى الجسوره و فضل مستنى هناك لغاية ماوصل عسكر مصر فى 16 يونيه و بعدها بيومين قامت معركه بين الجيشين فى الجسوره. سنقر الأشقر فى الاول صمد و حارب ببساله لكن عدد كبير من عساكره الشوام خانوه و انضمو لعسكر مصر و هرب غيرهم. سنقر حاولو يعمل خدعه فى المعركه عشان يربك عسكر مصر و هى انه اتفق مع العربان المعروفين بالبراعه فى عمليات السرقه و النهب انهم وقت المعركه يلفو ورا العساكر المصريه و يهجمو من وراهم على حاجتهم و ينهبوها عشان يضطر المصريين انهم يهاجموهم فينشغلو عن المعركه. لكن الحيله دى ماوقعش فيها علم الدين سنجر قومندان عسكر مصر ، فلما هجم العرب على الأحمال و ابتدو ينهبوها اتبلغ سنجر بإن العرب بينهبو متعلقات الجيش فأمر العسكر انهم يسيبوهم و مايلتفتوش ليهم و مايهاجموهمش و قالهم: بصو قدامكم فاحنا لما نغلبهم هنسترجع اللى نهبوه و هناخد كمان حاجتهم غنايم.
عسكر دمشق خذلو سنقر الأشقر و اتخلى عنه عساكر حلب و حماه و جريو على مدنهم قدام عسكر مصر اللى بقت الغلبه ليهم فإضطر سنقر الأشقر انه يهرب هو كمان و وراه شيوخ العرب و الامرا اللى كانو وياه و اتشتت عساكره ، و زحف عسكر مصر على دمشق و حاصروها لكن ماقتلوش حد و لا نهبو حاجه ، و اتأمر بقفل ابواب المدينه لمنع دخولهم لمنع نهبها. العساكر الشاميه استخبو فى البساتين و هربت منهم اعداد على بعلبك و النصب و حتت تانيه ، و بعد ماسيطر عسكر مصر على دمشق اتنادى بالامان فاستسلمت قلعة دمشق و طلع المستخبيين و اتفتحت ابواب المدينه لكن اتمنع العسكر من دخول المدينه عشان ماينهبوهاش و هما فى نشوة الانتصار ، و اتنادى بتزيين دمشق و تطمين الناس و جم امرا كتار من اللى كانو انضمو لسنقر الأشقر و اعلنو رجوعهم لسيادة السلطان قلاوون فى مصر ، و اتبعتت الأخبار للقاهره ففرح السلطان قلاوون. لما عرف السلطان قلاوون ان قاضى دمشق ابن خلكان طلع فتوى لسنقر بجواز محاربته امر بالقبض عليه و شنقه فإتقبض عليه لكن اكمن ابن خلكان كان من ضمن الناس اللى اتقرا عليهم قرار قلاوون بمنح اهل دمشق الامان اتنازل قلاوون عن اعدامه و عفا عنه لكن الامير علم الدين الحلبى عزله و عين مكانه نجم الدين بن سنى الدوله فزعل قلاوون و بعتله و قاله ان مايصحش معاقبة ابن خلكان بطريقه انفراديه بعد العفو ماشمل الكل ، و بكده رجع ابن خلكان لمنصبه.
دخول سنقر الأشقر معركه ضد عسكر مصر و اللى اعتمد فيها على العرب و الشوام كانت غلطه كبيره عملها رغم انه عاصر كذا معركه من النوعيه دى قبل كده و كان عارف كويس امكانيات مصر. ففى 1244سنة اتدحر على ايد جيش مصر فى معركة الحربيه جنب غزه جيش ضخم كان بيتكون من صليبيين مملكة بيت المقدس و برضه عرب و شوام ، و بعد قيام الدوله المملوكيه حاول الأيوبيين بجيوش شاميه و عربان مهاجمة مصر كذا مره فكانت النتيجه انهم اتغلبو فى كل المعارك. امكانيات مصر العسكريه و الاقتصاديه و جيوشها الضخمه المتدربه تدريب عالى فى الزمن ده كانت اكبر بكتير من امكانيات الشوام و العربان و ماكانش من المعقول ان سنقر يقدر يغلب جيشها بشوام و عربان.
سنقر الأشقر بعد ماهرب راح قعد شويه عند ملك العرب عيسى بن مهنا و بعدين سابه و راح على الرحبه[6] عشان يتحصن فى قلعتها ، لكن الامير خضر الرحبى نايب القلعه رفض انه يسلمهاله فمبقاش عارف يعمل ايه ، فكتب هو و شيخ العربان جواب لإيلخان المغول اباقاخان يحرضوه على دخول الشام و اخدها. فى الغضون دى كانت فيه قوات بتدور على سنقر الأشقر فلما عرف انهم بيدورو عليه دخل فى الصحرا و مشى لغاية صهيون [7] اللى كان بعت عياله و حريمه عليها و اتحصن هناك هو و عدد من اتباعه ، و بعدين سابها و راح على شيرز [8] و قعد هناك ، و لما عرفت العساكر اللى بتدور عليه انه فى شيرز راحو على هناك و حاصروها.
ظهور الخطر المغولى
فى الظروف دى المغول اللى كانو متربصين و مستنيين فرصه ينتقمو بيها من هزايمهم و يحتلو الشام حركو جيوشهم لدخول الشام فبعت الامرا لسنقر الأشقر و طلبو منه وقف الفتنه و الاتحاد ضد المغول فبعتلهم عساكر تساعدهم ، و اضطربت الاحوال فى حلب و دمشق و نواحيهم و ابتدا الناس يستعدو للهروب على مصر بعد ماسمعو ان المغول جايين فى السكه ، و هجم المغول على حلب و استولو عليها و نهبوها و حرقو مبانيها. اخبار الغزو المغولى وصلت القاهره فخرج السلطان قلاوون بالجيش المصرى على الشام للتصدى للمغول و فى غزه انضم ليه عساكر مصر اللى كانو فى الشام و امرا من اتباع سنقر الأشقر ، لكن بعد ماسمع ان المغول انسحبو رجع على مصر. و فى ابريل 1281 وصل مصر وفد من عند افرنج عكا و طلبو من قلاوون عمل هدنه فوافق و اتعملت هدنه مدتها عشر سنين ، و بكده امن نفسه من خطر الصليبيين و مابقاش قدامه غير المغول اللى بيتحركو على حدود الشام ، و موضوع سنقر الأشقر ، و تمرد عدد من الامرا. قلاوون بعد ماعمل الهدنه مع الأفرنج قبض على عدد من الامرا دول و راح على دمشق على راس جيش عشان يرتب اموره ، و من هناك بعت تجريده على شيرز ، لكن لما وصلت التجريده شيرز طلب سنقر الأشقر الصلح و قال انه موافق على تسليم شيرز مقابل اماكن تانيه كانت اتاخدت منه ، و اشترط انه كمان ياترقا لمنصب امير بستميت فارس و ان الامرا بتوعه ياخدو اماره رسميه من قلاوون. و انه يتلقب بلقب " ملك ". قلاوون قبل عرض سنقر و اداه اللى طلبه وبعتله هدايا كتيره لكن رفض يديله لقب ملك لكن بقى بيتكتبله فى المراسلات بألقاب " المقر العالى المولوى السيدى العالى العادل الشمسى ". بالاتفاق ده رجعت العساكر من شيرز على دمشق. قلاوون كان عارف ان الانشقاق ده لو استمر هتكون نتيجته ان المغول هينتهزو الفرصه و يدخلو الشام و مش هيقدر يتصدى ليهم كويس.
قومندان فى معركة حمص التانيه
فى سبتمبر 1281 اتحركت جحافل المغول تحت قوماندية منكوتمر اخو اباقاخان ابن هولاكو و احتشدت فى حته مابين قيساريه و الأبلستين فى الأناضول ، فبعت قلاوون جواسيسه اللى رجعو بأسرى بلغوهان منكوتمر جى فى السكه بجيش ضخم قوامه 80.000 محارب. لما قلاوون سمع المعلومه طوالى استدعى الامرا و قومندانات الجيش و جهز نفسه للتصدى للزحف المغولى اللى فى السكه ، و هرب الشوام من حماه و حمص و اضطرب الناس فى دمشق و غيرها و استعدو للهروب على مصر. الامرا بعتو لسنقر الأشقر فى صهيون و قالوله: " العدو هجم علينا و ده كله بسبب الخلافات اللى بينا و بين بعض .. و المصلحه اننا نتحد ضده ". طوالى نزل سنقر الأشقر و معاه الامرا بتوعه من حصن صهيون و راحو لجبهة القتال ففرح قلاوون و رحب بيهم و اكرمهم. انضم سنقر الأشقر للجيش و اتولى هو و الامرا بتوعه قوماندية ميسرة الجيش ، و لما وصل جيش المغول اللى كان مدعوم بأرمن كيليكيا و صليبيين و كرجيين و روم لجنوب حمص قامت معركه كبيره اتعرفت باسم معركة حمص التانيه. فى بداية المعركه قدر المغول انهم يكسرو ميسرة الجيش اللى كان بيقودها سنقر فاتشتت عساكره و حصل اضطراب جامد ، لكن ميمنة الجيش صمدت و كسرت ميسرة جيش المغول و ضربت قلب جيشهم و هجم سنقر الاشقر و الامرا على المغول و سحقوهم و وقع مونكتمر من على حصانه فنزل فرسانه من على الحصنه فراحو العساكر منتهزين الفرصه و هاجمين عليهم هجمة راجل واحد و اتغلب المغول و هربو و قومندانهم مونكتمر مجروح ، و طار الحمام على القاهره ببشاير النصر لتطمين الناس اللى كانو قلقانين اكمنهم كانو سمعو ان ميسرة الجيش اتكسرت ، فاتزينت القاهره و مصر المحروسه و قلعة الجبل. السلطان قلاوون شكر سنقر الأشقر و الامرا بتوعه و رجع سنقر على حصن صهيون برضا قلاوون ، و بعد مارتب قلاوون احوال الشام رجع على مصر و دخل القاهره اللى اتزينت و احتفلت برجوع جيش مصر المنصور احتفال كبير.
رجوعه مصر
رغم كده ، قلاوون بطبيعة الحال ماكانش مطمن من ناحية سنقر الأشقر فبعتله بعد شويه و وبخه على الجواب اللى كان بعته للمغول و حرضهم فيه على دخول الشام ، و طلب منه انه يروحله لما كان فى حته اسمها المرقب جنب صهيون ، لكن بدل سنقر مايروحله بعتله ابنه ناصر الدين صمغار فإتغاظ منه قلاوون و اخد صمغار معاه على مصر ، فالطبيعى ان سنقر كان المفروض يروح لقلاوون على اساس ان قلاوون سلطانه و ولى نعمته و انهم اتفقو و اتصالحو فعدم روحانه خلا قلاوون يشك فى نواياه. فضل الحال على كده لغاية مافى سنة 1286 بعت قلاوون تجريده على صهيون بقوماندية نايب السلطنه حسام الدين طرنطاى. طرنطاى حاصر الحصن لغاية سنقر ماطلب منه الامان ، فلما اداله الامان نزل سنقر عشان يسلمه الحصن فراحله طرنطاى و هو ماشى على رجليه فلما شافه سنقر نزل من على حصانه و حضنو و باسو بعض و راحو سوا على خيمة طرنطاى و فرشله طرنطاى عبايته على الارض عشان يمشى عليها لكن سنقر شالها من على الارض و باسها و لبسها. استلم طرنطاى حصن صهيون و رجع على مصر و معاه سنقر الأشقر ، و لما قربو من القاهره نزل السلطان قلاوون من قلعة الجبل و معاه ولاده الصالح على و الأشرف خليل و ولاد الظاهر بيبرس خضر و سلامش و استقبلوه بترحاب كبير و اخده قلاوون على القلعه و اداله حصنه و هدايا كتيره و رقاه لرتبة امير ميه و خلا تحت امرته الف فارس .[9] فضل سنقر الأشقر عايش معزز مكرم فى مصر لغاية ماتوفى السلطان قلاوون سنة 1290 و قعد مكانه على العرش ابنه الأشرف خليل.
نهايته
الأشرف خليل ابن المنصور قلاوون زيه زى السعيد بركه قان ابن الظاهر بيبرس كان من الجيل التانى ، مولود فى مصر امير و سلطان ابن سلطان مايعرفش خشداشيه و لا استاذيه و ابتدى حكمه بالقبض على امرا كبار زى ماعمل قبله السعيد بركه قان. سنقر الأشقر كان من ضمن الامرا الكبار اللى قبض عليهم الأشرف خليل و حبسهم. قبل مايقبض الأشرف على سنقر كان اعدم نايب السلطنه حسام الدين طرنطاى بعد ماوصلته معلومات بإن طرنطاى عامل مؤامره عشان يقتله. الأشرف خليل من صغره كان بيكره طرنطاى اكمنه كان بيحس انه بيحب اخوه الصالح على اكتر منه و كان دايم بيوبخه و بيسببله مشاكل عند ابوه المنصور قلاوون. بعد ماقبض الاشرف على طرنطاى و أعدمه قبض على سنقر الاشقر و حبسه بحجه غريبه و هى ان سنقر هو اللى فتن على طرنطاى من غير مايراعى ان طرنطاى كان دايم كريم معاه و وقف جنبه و منع السلطان قلاوون من القبض عليه كذا مره. سنقر الأشقر ماشاركش فى فتح عكا اكمن لما الأشرف هاجمها كان سنقر مسجون ، لكن بعد الأشرف مارجع مصر من الشام منتصر افرج عنه و عن الامرا اللى كانو مسجونين معاه و كان من ضمنهم حسام الدين لاجين اللى اتسلطن بعد كده ، و بعدين بعد ما فتح قلعة الروم و رجع مصر قبض عليهم تانى هما الاتنين مع كذا امير و سجنهم فى جب القلعه.
فى 11 ديسمبر 1292 امر الأشرف خليل بتطليع سنقر الأشقر و حسام الدين لاجين و غيرهم من الجب و امر بإعدامهم خنق فماتو كلهم ماعدا حسام الدين لاجين اكمن عملية خنقه اتعثرت فإتشفعله الامير بيدرا و الامرا اللى كانو حاضرين فأفرج عنه الأشرف و اتكتبله عمر جديد. سنقر الأشقر كان وقتها عنده سبعين سنه ، و بعدها بسنه بيدرا و جماعه من الامر اغتالو الأشرف خليل و فى سنة 1296 حسام الدين لاجين بقى سلطان مصر.
فهرست وملحوظات
- ↑ العلائى الصالحى النجمى: يعنى اساتذته كانو الأمير علاء الدين آقسنقر الساقى العادلى و السلطان الصالح نجم الدين أيوب - شوف كمان: الأسامى المملوكيه
- ↑ خشداش: زميل بينتمى لنفس الأستاذ
- ↑ الصالحيه: مماليك و امرا الصالح أيوب
- ↑ الخاصكيه: أقرب المماليك السلطانيه للسلطان و منهم كان الحرس الشخصى بتاعه
- ↑ الظاهريه: مماليك و أمرا الظاهر بيبرس
- ↑ الرحبه اسمها دلوقتى مدينة الميادين على بعد حوالى 45 كم من دير الزور على نهر الفرات فى سوريا.
- ↑ قلعة صهيون فى الأصل كانت حصن بناه الصليبيين على بعد حوالى 30 كم شرق اللاذقيه فى الشام
- ↑ قلعة شيرز على بعد حوالى 30 كم شمال غرب مدينة حماه فى الشام
- ↑ أمير ميه: أعلى درجات الاماره فى الدوله المملوكيه. أمير ميه كان أمير من الطبقه الأولى تحت قومانديته ميت أو ألف فارس من الأمرا اللى اقل منه فى الدرجه.