قانصوه الغورى
قانصوه الغورى هوه حاكم مصر رقم 448 |
---|
السلطان الملك الأشرفى أبو النصر قانصوه من بيردى الغورى الأشرفى قايتباى . سلطان الدوله المملوكيه البرجيه الساتت و العشرين و قبل الأخير. اتنصب بالعافيه غصب عنه سلطان على مصر فى 19 ابريل 1501 و هوه عنده حوالى ستين سنه و حكم لحد 14 اغسطس 1516 بعد ما اختفى فى معركة مرج دابق.
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصيه | ||||
الميلاد | سنة 1441 | |||
الوفاة | 3 سبتمبر 1516 (74–75 سنة)[1] | |||
عيله | الدوله المملوكيه البرجيه | |||
معلومات تانيه | ||||
المهنه | الحاكم [1]، وسياسى ، وعسكرى | |||
اللغه الام | عربى | |||
اللغات المحكيه او المكتوبه | عربى | |||
تعديل مصدري - تعديل |
قانصوه الغورى كان فى الأصل من مماليك السلطان الأشرف قايتباى و عشان كده اتلقب بـ " الأشرفى ". من أشهر اثاره فى القاهره الجامع و المدرسه المعروفين باسمه فى شارع المعز لدين الله و خان الخليلى و بيتنسب حى الغوريه لاسمه. شاف عصره مد السيطره البرتغاليه على طريق التجاره الهنديه عبر راس الرجا الصالح ، و ظهور الصفويين الشيعه فى ايران ، و توسع العثمانليه. قاد الجيش المصرى فى اغسطس 1516 فى معركة مرج دابق ضد العثمانليه اللى غزوا الشام و مات من الصدمه فى المعركه و بيتقال اتفقعت مرارته فوقع من على حصانه و من يوميها مابانلهوش اثر ، و بفقع مرارة الغورى و تفتيت جيش مصر فى الشام اتفتح الطريق لغزو و نهب و استعمار الأتراك العثمانليه لمصر نفسها ، و زالت الدوله المملوكيه اللى صالت و جالت لقرنين و نص من الزمن و زال معاها استقلال مصر و دخلت فى عصر مظلم بعد ما عزلها الاتراك عن العالم الخارجى و التطورات العلميه و السياسه اللى كانت بتحصل فى اوروبا. عصر السلطان الغورى كان اخر عصور ازدهار مصر و نهاية العصر ده كان نقطة تحول سلبيه جداً على مصر و على مستقبلها الحضارى.
سقوط مصر سنه 1517 كان نتيجه مباشره لانتشار الاضطرابات الداخليه جوه مصر ، و فى نفس الوقت عدم القدره على فهم التغييرات اللى طرات على خريطة الشرق الوسطانى حوالين مصر و ظهور قوى جديده فى ايران و تركيا بتدور على موطىء قدم للسيطره على المنطقه.
حاول السلطان الشهيد الأشرف طومان باى اللى اتسلطن و مسك الحكم بعد مااختفى الغورى انقاذ مصر و صد الغزاه الأتراك و قاوم مقاومه ملحميه لكن جيش مصر كان اتبدد فى الشام فصعب عليه مقاومة الجيش التركى الضخم لكن ما استسلمش و فضل يقاوم ببطوله لغاية ماخانوه العربان و غدروا بيه و سلموه لسليم الأول. سقوط مصر فى ايد الأتراك العثمانليه كان كارثه كبيره بكل المقاييس و المؤرخ ابن اياس اللى عاصر الأحداث مابالغش لما قال فى وصف الفاجعه :
« | نوحوا على مصر لأمر قد جرى .:. من حادث عمت مصيبته الورى | » |
أهمية فترة حكم السلطان الغورى
فترة حكم السلطان الغورى بتعتبر من أهم الفترات فى تاريخ مصر. السبب فى كده انها كانت فترة تحول كبير انتهت بسقوط دوله كبرى حكمت لقرنين و نص هى الدوله المملوكيه و احتلال خارجى. و ممكن مقارنة الفتره دى بفترة حكم كليوباترا السابعه لمصر اللى انتهت بسقوط الدوله البطلميه و احتلال مصر عن طريق سنه 30 قبل الميلاد. فترة حكم الغورى حصلت فيها تطورات سياسيه و عسكريه و علميه و تكنولوجيه غيرت خريطة العالم السياسيه و العسكريه حوالين مصر. فى الفتره دى اتعرضت مصر لمشكلتين ، واحده داخليه فى شكل صراعات و اضطرابات فككوا نسق الدوله و أضعفوا مصر سياسى و اقتصادى ، و لسؤ حظ مصر ان المشكله التانيه كانت بتتشكل حواليها فى نفس الوقت ، و كانت عباره عن ظهور قوى جديده على الساحه الدوليه زى الصفويين الشيعه فى ايران و العثمانيين فى الأناضول و البرتغاليين فى المحيط الهندى و البحر الاحمر. مع ان التاريخ ما بيتكررش بحذافيره لكن حالة مصر فى فترة حكم الغورى بتبين ازاى ان العوامل السلبيه الداخليه و العمى الداخلى ممكن يتوالفوا مع عوامل خارجيه لاسقاط دوله و اخراج بلد من التاريخ.
شخصيات مهمه عاصرت السلطان الغورى
بايزيد التانى - اسماعيل الصفوى - سليم الأول - طومان باى الدوادار - خاير بك من ملباى - بردى الغزالى - خاير بيك الخازندار - بركات بن موسى المحتسب ( الزينى بركات ) - الأتابكى قرقماس من أركماس - المستمسك بالله يعقوب (الخليفه العباسى فى القاهره) - محمد بن المستمسك بالله يعقوب (الخليفه العباسى فى القاهره) - يوأنس التلاتاشر (بابا اسكندريه).
أصله
قانصوه الغورى فى الاصل كان من مماليك السلطان الأشرف قايتباى و بعد ما عتقه انضم للماليك الجمداريه و بعدين بقى خاصكى ، و فى سنه 1481 عينه الأمير قانصوه خمسمئه كاشف على الوجه القبلى ، و بعدها فى سنه 1484 انعم عليه السلطان قايتباى بأمرية عشره و بعته فى تجاريد فى منطقة حلب فى الشام ، و بعدين عينه نايب على طرابلس الشام و بعدها فى سنه 1489 عينه حاجب على حلب و بعدين عمله نايب على ملطيه. بعد كده انعم عليه السلطان الناصر محمد بن قايتباى بأمرية ألف و دى كانت أعلى درجات الاماره و فى عهد السلطان الظاهر قانصوه بقى راس نوبة النوب و فى عهد السلطان جان بلاط خرج للشام مع الامير طومان باى عشان يحاربوا نايب الشام قصروه اللى اتمرد على السلطه فى القاهره. فى الشام اتمرد طومان باى على السلطان جان بلاط و اتسلطن باسم " العادل طومان باى " و رجعوا على القاهره و اتسجن جان بلاط ، و اتعين الغورى أمير دوادار كبير و الوزاره و الاستاداريه و فضل على الحال ده لغاية ما العسكر اتمردوا على العادل طومان باى فى اخر شهر رمضان 906هـ / ابريل 1501م و هرب من قلعة الجبل بعد العشا فى ليلة العيد الصغير.
تنصيبه
اتسلطن الغورى يوم الاتنين فى أول ايام العيد الصغير فى 1 شوال 906هـ / 19 ابريل 1501م ، فتانى يوم الصبح فى اول ايام العيد بعد ما الامرا اتأكدوا من ان العادل طومان باى ساب القلعه و هرب اجتمعوا و اتفقوا على سلطنة الأتابكى تانى بك الجمالى و ركب على الحصان و مشى فى تجهيزات السلطنه لكن لما وصل القلعه عشان يتسلطن انتشرت اشاعه بان السلطان قانصوه خمسمئه لسه عايش فااتنادى فى القاهره بانه لو موجود لازم يظهر فى ظرف ست تيام و يبقى عليه الأمان و فضل الأمرا مستنيين يشوفوا قانصوه حايظهر و لا لاء و فضلوا قاعدين لغاية ماملوا فروحوا على بيوتهم لما ماظهرش ، و فى الغضون دى اغلب العسكر مارضيوش بسلطنة الاتابكى تانى بك الجمالى و اتعصب الامير قيت الرجبى و الامير مصر باى لسلطنة قانصوه الغورى و قالوا " مايتسلطن حد غير ده " و راحوا جرجروه و قعدوه على كرسى و هوه عمال يعيط و يقول انه مش عايز يبقى سلطان فجابوا الخليفه العباسى فى القاهره المستمسك بالله يعقوب و القضاه الأربعه و كتبوا محضر خلع العادل طومان باى بحجة انه كان سفاك للدم و نصبوا قانصوه الغورى بالعافيه و بايعوه و هوه عمال يعيط و لقبوه " الملك الاشرف " و كنوه " أبو النصر قانصوه الغورى " و ركبوه على الحصان و مشى الامرا قدامه لغاية ماطلع من باب سر القصر الكبير و قعدوه على العرش و باسوله الارض و دقت البشاير فى قلعة القاهره و اتنادى باسمه فى الشوارع و دعاله المصريين. السلطان الغورى وقت تنصيبه كان عنده حوالى ستين سنه لكن شعر دقنه ماكانش شايب.
الغورى كان خايف من السلطنه زى غيره من الأمرا اكمن الاحوال الماليه ماكانتش كويسه و خزنة الدوله كانت مخويه ، و اضطرابات المماليك اللى بيطالبوا بمرتباتهم كانت دايره ، و فوق كده كان فيه سلطان عايش لكن هربان هوه العادل طومان باى اللى كان ليه امرا و مماليك و اتباع ممكن يكيدوا و يتأمروا على اللى حايتسلطن مكانه و يجيبوا اجله. الأمرا مااختاروش الغورى اكمنه كان اكبرهم فى المكانه أو أكترهم فى الكفاءه لكن اكمنهم افتكروه راجل لين ممكن يسيطروا عليه و يخلعوه بالساهل لو احتاجوا خلعه ، و دى حاجه طلعت انها غلطه فى التقدير منهم ، فبعد الغورى مااتسلطن اثبت انه راجل قوى ماهواش لين زى ماكانوا فاكرينه و اثبت كفائته بسرعه و طوالى عمل جهد كبير عشان يرجع النظام و الاستقرار فى القاهره ، و عين أمرا بيثق فيهم فى مناصب الدوله ، و بعدين ابتدا يعالج الأزمه الماليه ، و قدر انه يشتت اتباع السلطان العادل طومان باى اللى فضل مستخبى و بيكتب جوابات و بيانات بيعلقها اتباعه فى الشوارع عند سوق السلاح بتطالب برجوعه للحكم و بتوعد المؤيدين بمكافاءات سخيه.
مشكلته مع المماليك
زى العاده مع كل سلطان جديد ، الغورى بعد أمرا و قرب أمرا و اطلق سراح المعتقلين اللى كان ساجنهم سلفه السلطان العادل طومان باى اللى فضل هربان و بيدوروا عليه فى كل حته. اول مشاكل الغورى كانت مع المماليك الجلبان اللى كان همهم مرتباتهم و جاميكاتهم فثاروا كذا مره عليه و طالبوا بمرتباتهم. المماليك فى اواخر ايام الدوله المملوكيه ماعادوش زى الاول لما كانو بيدوا ولائهم الكامل لأستاذهم السلطان اللى كان بيعاملهم زى أب روحى بيربيهم و بيعلمهم و بيعلى مراتبهم ، المماليك بقوا بييجوا مصر كبار مش أطفال زى زمان و كان همهم الاول الفلوس و العيشه الهنيه فى مصر و ده كان من اسباب حصول تمردات بيعملها المماليك الجلبان لما ما يقبضوش او لما يتنعمش عليهم باقطاعات او وظايف كويسه و كانت بتوصل ساعات لدرجة نهب بيوت الامرا و لحد تهديد السلطان نفسه. يوم ما قعد الغورى على عرش مصر المماليك الجلبان كانو ثايرين و هاجموا بيوت امرا و ما هديوش غير لما الغورى طمنهم انه حايدفع ليهم مرتباتهم و اتمردوا عليه لما مادفعلهمش " نفقة البيعه " يعنى حلاوة مبايعته فوعدهم انه حا يدفعلهم بس يستنوا عليه شويه لغاية مايلم فلوس. ايام الغورى الاولانيه على عرش مصر كانت مليانه تمردات عملها الجلبان و لدرجة انه بقى عايز يخلع نفسه و يمشى. و بعدين جت اخبار بان دولات باى نايبه فى الشام اللى كان قريب العادل طومان باى خاف على نفسه فلم اهله و هرب بيهم عند العثمانيين فى الأناضول. فى يونيه 1501 قدر المناؤيين للعادل طومان باى انهم يستدرجوه بحيله و يقتلوه و بكده بقى الغورى مالهوش منافس ممكن يزيحه عن العرش ، لكن مشاكله مع الجلبان فضلت شغاله و فضلوا يطالبوه بنفقة البيعه لغاية مالم الامرا فى قلعة الجبل و بلغهم ان الخزنه مهويه و مفيهاش حاجه يدفع بيها للماليك الثايرين و انتشر خبر ان الغورى ناوى يستولى على اوقاف الجوامع و المدارس و يفرقها اقطاعات على الامرا و المماليك فاضطربت الاحوال فى القاهره. و فى اول محرم 907 هـ لما طلع القضاه الاربعه للغورى فى القلعه عشان يهنوه بالسنه الهجريه الجديده ناقشهم فى موضوع الاوقاف فاعترض تلاته من القضاه على فكرته و وبخه القاضى الحنبلى فرد عليه الغورى : " طيب لما المماليك دول يتمردوا على و يطلبوا النفقه حاأبقى ابعتهملك على بيتك فتبقى تقولهم الكلام ده ". فضل الغورى و الامرا محتارين مش عارفين يجيبوا فلوس منين لغاية ماجاتهم فكره انهم يخلوا الأوقاف زى ماهى بس ياخدوا منها ريع سنه و ياخدوا من دخل ملاك مدن مصر زى ملاك البيوت و الحمامات و الدكاكين و المراكب و غيرها عشر تشهر كامله و بطبيعة الحال الملاك عشان يدفعوا المبالغ دى ماكانش قدامهم غير انهم يطالبوا الناس بدفع الايجارات و غيرها عشر تشهر مقدم فاتصاب الناس بالضرر و اتقفلت الاسواق و معظم دكاكين القاهره. بيقول ابن اياس عن الموضوع ده : " ووقع الاضطراب للغنى و الفقير و صار الناس بين جمرتين ". و كل ده و المماليك عمالين يتمردوا و يطالبوا بمرتباتهم بعد الغورى مااتأخر عليهم كمان فى دفع مرتبات تلت تشهر ، و بعد ما صبروا عليه اربع تشهر قدر يدفع لجزء منهم نفقة البيعه بعد مالم فلوس من المصادرات اللى عملها و قال للباقى يستنوا عليه شويه لغاية مايلم مبالغ اكتر. فضل الغورى يدفع نفقة البيعه و المرتبات للماليك بالتقسيط عن طريق المصادرات و الضرايب و سك فلوس مضروبه و لغى اعانات الدوله لليتامى و الأرامل و ولاد الناس عشان يخلص من التمردات و ينظم احوال مملكته اللى استلمها و خزنتها مفلسه.
بدأ السلطان الغورى حكم مصر بمشاكل مع المماليك على الفلوس و اتغلب فى مرج دابق و انتهى حكمه و وقعت مصر فى ايدين الاتراك بعد خمستاشر سنه من حكمه بسبب نفس المشاكل.
مشاكل العربان و المنسر
من المشاكل الداخليه التانيه اللى واجها الغورى كانت مشكلة العربان و المنسر. العربان و هما القبايل العربيه اللى اتسللت لمصر بعد الغزو العربى لمصر سنه 641 و استقرت فى الصعيد و البحيره و نواحى تانيه ، على امتداد العصر المملوكى و لسنين طويله بعده كانو بيمثلوا مشكله امنيه كبيره فى مصر بتأثر على سيادة الدوله و اقتصاد مصر بطريقه سلبيه. العربان كانو بيهاجموا القرى و بينهبوا المحاصيل و بيبتزوا الفلاحين المصريين و ساعات كانو بيهاجموا المدن و القاهره نفسها و بيغتالوا كشافين الدوله فى المحافظات. العربان لعبوا ادوار مليانه غدر و خيانه فى تاريخ مصر الايوبيه و المملوكيه و اتسببوا فى كوارث كتيره كانت افظعها خيانتهم لأخر سلاطين الدوله المملوكيه الأشرف طومان باى اللى غدروا بيه و سلموه للعثمانليه وقت ماكان بيقاوم مقاومه بطوليه ضد الاتراك الغزاه. الدوله كانت بتطلع تجريدات للتصدى للعربان و كانت المواجهات ساعات بتبقى زى حروب صغيره و بتنتهى فى العاده بهروب العربان للصحارى و الجبال. استمر العربان فى عملياتهم الاجراميه فى عهد الغورى و فى بداية عهده فى سبتمبر 1501 قتلوا كاشف الشرقيه.
المنسر من جهه تانيه كانو عصابات مسلحه بتنقض على الاسواق و الأحياء فجاءه و تنهب البيوت و الدكاكين و البضايع. اتسمت العصابات دى منسر اكمنها كانت بتنقض على الاسواق فجاءه و تخطف و تهرب بسرعه زى النسر. زعما عصابات المنسر كانو بيتسموا " شيوخ منسر ". المنسر دول كانو مشكله امنيه فى القاهره و كانو بيسببوا خساير كبيره للبياعين و التجار فى الاسواق. فى سبتمبر 1501 هجم المنسر على سوق الجملون و سوق الخشيبه و الوراقين و نهبوا دكاكين و خسر تجار بضايعهم و فلوسهم ، و فى ليله من ليالى اخر اغسطس 1502 هجم ستين واحد من المنسر معاهم نبال و رماح على سكان منطقة المساطحى فى القاهره و قتلوا غفير من الغفرا و نهبوا كذا بيت و بعدين هجموا على أهالى كانو معديين على كوبرى و سرقوا حاجتهم و هربوا، فخرج " علان " والى القاهره بالعسكر وراهم و اتعقبهم طول الليل لغاية ما قدر يقبض على تمانيه منهم وداهم للغورى فأمر بتسميرهم على جمال طافت بيهم فى القاهره ، و بعدها اتعدموا وسط زغاريط الستات ، و فرح الغورى بالوالى و كرمه اكمنه قدر يقبض عليهم فى نفس ليلة جريمتهم.
المشاكل الخارجيه
مشاكل مصر الخارجيه فى عهد السلطان الغورى بدات بعد قعاد الشاه اسماعيل الصفوى الشيعى على عرش ايران و تحويل مذهب ايران الدينى للمذهب الشيعى. فى اغسطس 1502 وصلت القاهره اخبار مش مطمنه من الشام ان اسماعيل الصفوى دخل الاراضى الحلبيه فحصل قلق و اضطراب و اجتمع الغورى بالأمرا لعمل مشوره و اتقرر انه يبعت تجريده عسكريه لحماية منطقة حلب على اطراف الامبراطوريه المملوكيه فى الشرق لكن بعد كام يوم وصلت اخبار مطمنه بان عسكر اسماعيل الصفوى انسحبوا على ايران فهديت الاحوال و اتلغت التجريده. دى كانت بداية تطورات كبيره بتحصل فى الشرق الاوسط. الامبراطوريه المملوكيه بقت بتواجه قوتين متصاعدتين على اطرافها. دولة الصفويين فى ايران و دولة العثمانليه فى الأناضول. لما قعد الغورى على دكة الحكم سلطان العثمانليه فى اسيا الصغرى كان بايزيد التانى ابن محمد الفاتح. علاقة مصر مع دولة ولاد عثمان اللى كانت بتعادى دولة الصفوى الشيعى كانت فى الفتره دى كويسه و ماكانش العثمانيين لسه بيمثلوا تحدى كبير للدوله المملوكيه و كان سلاطين الدولتين بيبعتوا وفود لبعض و بيتبادلوا الهدايا. خطر تانى كان بيتشكل كان جى من اوروبا اللى ابتدت تحاول تسيطر على البحر الأحمر فى غرب مصر. الاوروبيين بعد هزايمهم فى الحروب الصليبيه وجهوا جهودهم لمحاصرة مصر و ضربها اقتصادى و فى الاطار ده حصلت وقعة اسكندريه سنه 1365 و دى كانت ضربه ضرت مصر ضرر اقتصادى جامد ماشفتش منه مصر طول بقية العصر المملوكى. سيطرة البرتغاليين على البحر الأحمر كان معناه ضربه جديده و خساره اقتصاديه كبيره لمصر حيث انه البحر اللى كان بيتحكم فى طريق التجاره الهنديه. التحديات الخارجيه التلاته دول ، الصفويين الشيعه فى ايران ، و العثمانليه فى الأناضول ، و تحركات البرتغاليين فى البحر الأحمر شكلوا خريطة المخاطر اللى بقت مصر بتواجها فى بدايات القرن الستاشر. الخريطه دى كانت موجوده قبل كده فى عصر دولة المماليك البحريه بأسامى تانيه من ايران كان تحدى ايلخانات مغول فارس و من الغرب كان فيه التحدى الصليبى و من الاناضول كان فيه تحدى البيزنطيين و بعدهم الترك السلاجقه و غيرهم ، و قدرت الدوله المملوكيه انها تتجاوز التحديات دى و تخرج منتصره لكن الوضع فى القرن الستاشر اتغير و مابقتش الدوله المملوكيه قويه و غنيه زى ما كانت.
استقراره فى الحكم
[[ملف:Caire al-Ghuri 2.jpg|تصغير|250px|مأدنة جامع الغورى فى القاهره [[ملف:Caire al-Ghuri 6.jpg|تصغير|250px| مدرسة الغورى من تحف القاهره
قدر السلطان الغورى فى ظرف سنه و نص بالضرايب و المصادرات انه يخلص الديون اللى كانت عليه للماليك الجلبان فهديوا و خلص من مطالباتهم و تمرداتهم زى ما خلص من العادل طومان باى و عمل تغييرات كبيره فى مؤسسات الدوله و عين الامرا اللى بيثق فيهم فى مناصب الدوله و ابعد الامرا اللى كان بيشك فى ولائهم و بكده استقر حكمه و استبد بعرش مصر ، و على عكس الامرا اللى نصبوه ماكانوا فاكرين ماطلعش سلطان ساهل. من ضمن اللى عينهم الغورى فى مناصب مهمه كان بركات بن موسى اللى اشتهر بعد كده و عليت مراتبه و بقى من كبار اعيان مصر و هوه " الزينى بركات " اللى كتب عنه الأديب المصرى جمال الغيطانى رواية " الزينى بركات " المشهوره. من الاسامى اللى برزت كمان كان " المقر الناصرى محمد " ابن السلطان الغورى و طومان باى الدويدار ابن أخو الغورى و اللى اتسلطن بعده باسم الأشرف قايتباى. فى 1502 استجاب الغورى للأمرا و عين ابنه محمد رغم صغر سنه فى وظيفة شاد الشراب خاناه. و من الاسامى التانيه اللى لعبت دور كبير فى تاريخ مصر كان حاجب الحجاب خاير بكاللى عينه الغورى نايب على حلب فى سنه 1504 فكان نكبه كبيره عليه حيث انه خانه خيانه كبرى و انضم للاتراك العثمانيين وقت غزوهم للشام سنه 1516 .
فى ليلة العيد الكبير 10 ذى الحجه 908هـ / 4 يونيه 1503 عمل الغورى وليمه فخمه حضرها الخليفه المستمسك بالله يعقوب و القضاه الاربعه و الامرا و اعيان مصر و اتزينت الشوارع من باب زويله لغاية الشوايين و اتعلقت قناديل منوره على الدكاكين و ده كان بمناسبة اكتمال بنا جامعه المشهور فى حى الشرابشيين و اللى النهارده بيعتبر من اعظم تحف مصر المعماريه الفريده بمأذنته ام اربع رووس. اتخطب اول مره فى الجامع ده فى يوم جمعه فى نوفمبر 1503. لكن فى 1505 مالت مأدنة الجامع و اتشققت و كانت حاتقع فأمر بهدها و بنى مكانها مأدنه تانيه و كساها بالقيشانى الازرق ، و فى مايو 1504 خلص الغورى بنا مدرسته قدام الجامع و نقل ليها مصحفه العثمانى و الآثار النبويه من جامع كان على النيل و حط فيها مكتبه و سكن فيها صوفيين و عمل لنفسه جواها مدفن بقبه لكن ما اتدفنش فيه. فى سنه 1512 اتشققت قبة المدرسه و اترممت. السلطان الغورى عمر ميدان القلعه و غرس اشجار فواكه و ورود و رياحين و بنى فى غرب الميدان قصر فى غاية الروعه و بنى قصر تانى على مدخل الميدان و مبانى تانيه ، و فى سنه 1506 جاب شجر بطينه فى صناديق من الشام و زرعه فى الميدان و ده كان شجر تفاح على كمترى على سفرجل و قراصيه و كروم عنب و شجر فيه ازهار و رياحين و لحد كمان نخل جوز هند و بقى الميدان من متنزهات القاهره و بتتعمل فيه مواكب السلطان. فى يوم عاشوره سنه 912 / 1506 امر الغورى بحضور فقرا و حرافيش القاهره عند سلم المدرج فى القلعه فجت اعداد غفيره و نزل الغورى ليهم و هوه قاعد على حصانه و ادا كل واحد فيهم ، كبيرهم و صغيرهم ، دينار أشرفى دهب ، فحصلت زحمه مهوله و تدافع و اتقتل تلاته من الفقرا تحت الرجلين و ارتفعت اصوات الدعا فى القاهره للغورى ، لكن لما الغورى لقى الزحمه و التدافع مانزلش تانى يفرق بنفسه و بيتقال انه يوميتها فرق على الفقرا ييجى 3000 دينار. ده كله بيبين ان احوال الغورى الماليه اتحسنت فى ظرف كام سنه من حكمه بعد ماكان استلم الخزنه خاويه. السلطان الغورى رجع كمان فى سنه 1503 دوران المحمل المصرى الرايح على مكه فى شوارع القاهره زى زمان بعد ما كان الظاهر خشقدم بطله سنه 1468.
تحديات
فى سنه 1504 ضرب الطاعون مصر بقوه و ماتت اعداد كبيره منهم امرا و خاصكيه للسلطان و اعيان. الناس ففتح الغورى مغسله لتغسيل الأموات. و بيقول ابن اياس ان عدد جنازات ضحايا الطاعون فى القاهره وصل لـ 4000 جنازه فى اليوم و امر الغورى بمنع عمل تعزيات بتكتير و طارات و منع خروج الستات للتعزيه بالليل و أمر بكبس مخازن الخمور و حرق اماكن الحشيش و البوزه و لغى ضرايب. السبب فى كده ان ايامها ما حدش كان لسه عارف ان وبا الطاعون سببه بكتريا بتتنقل بالعدوى و كانو بيعتبروه حاجه بيسموها " كُبه " بتظهر فى اجسام الناس و تموتهم كعقاب ليهم على ذنوب المجتمع زى ما لسه المعتقدات دى موجوده عند فئات من الناس فى العصر الحديث فى ( لوم الضحيه الثيولوجى ). بنت شابه للغورى نفسه اتوفت فى سنه الوبا و اتدفنت فى المدفن اللى فى مدرسته ، و بعدها اتوفى ابنه المقر الناصرى محمد و هو عنده حوالى تلاتاشر سنه و اتدفن هوه كمان فى مدرسة الغورى و مسك شادية الشراب خاناه مكانه ابن عمه الأمير طومان باى اللى رقاه الغورى كمان لرتبة مقدم ألف سنه 1506.
فى الظروف دى ظهرت كمان تحديات خارجيه خطيره. فى الشام و الحجاز و الكرك كان فيه توترات و تمردات و العربان فضلوا يهاجموا القرى المصريه جوه مصر و ينهبوا الحجاج و هما فى سكتهم لمكه لدرجة ان اتمنع سفر الستات كذا مره للحج عشان العربان مايخطفوهمش. و فى سنه 1506 قامت معارك كبيره فى الشرقيه ما بين قبايل العربان و نفسهم و اتقتلت منهم اعداد كبيره ، و فى ابريل 1510 قامت برضه معارك مابين عربان بنى كلب و عربان بنى عدى فى الصعيد و قفت حال المصريين هناك و كانت حا تدمر الصعيد فراح ليهم العسكر بقيادة الأمير طومان باى الدوادار. و فى مكه اتمرد العربان بقيادة يحيى بن سبع أمير الينبع و مالك بن رومى أمير خليص و انضم ليهم عربان بنى ابراهيم واتعرض الحجاج لمخاطر فمنع الغورى الحج فى سنتها لأول مره فى تاريخ الدوله المملوكيه. بعد ما هديت الأحوال فى الحجاز أمر الغورى ببنا مارستان (مستشفى) فى مكه و تبليط الحرم المكى و توصيل ميه لمكه من عين مية بازان. و فى الكرك اتمرد الكركيين على نايب السلطنه فاضطر يهرب منهم على مصر ، و فى سبتمير 1507 وصلت اخبار بان عسكر اسماعيل الصفوى وصلو لأطراف الشام فاضطربت القاهره و ابتدا الغورى يجهز جيش للتصدى ليهم لكن اسماعيل الصفوى بعت مندوب للغورى بلغه ان عسكره اتحركوا من غير اذنه. فبطبيعة الحال الصفوى الايرانى ماكانتش من مصلحته الدخول مع مصر فى صراع حيث انه كان فى صراع مع الأتراك العثمانيين اللى كانت علاقتهم كويسه بمصر. فى اواخر 1508 هجم اسماعيل الصفوى على بغداد و استولى عليها و هرب مراد خان بن يعقوب حاكم بغداد و دخل اراضى الدوله المملوكيه و بعت مندوب للغورى فى القاهره يطلب مساعدته ضد الصفوى و انتشرت اشاعات ان الصفوى الشيعى ناوى يهاجم اراضى المملكه لكن الغورى ما بعتش عسكر لمساعدة حاكم بغداد. فى 1510 قبض نايب السلطنه فى البيره على مندوبين للصفوى كانو رايحيين على اوروبا و معاهم جواب من اسماعيل الصفوى لملوك الفرنج بيطلب فيه مساعدتهم ضد سلطان مصر و طلب منهم انهم يهاجموا مصر من البحر و هوه يهاجمها من البر ( زى مراسلات مغول فارس مع الصليبيين فى زمن المماليك البحريه مع تدور جغرافى ) . الفرنج فى الفتره دى نشطوا فى البحر المتوسط و استولوا على مدينة طرابلس فى غرب مصر لكن حاكم تلمسان هاجمهم و طردهم منها سنه 1510 ، و فى نفس السنه هاجم الفرنج مراكب للغورى عند ساحل قلعة اياس ، المراكب دى كان بعتها على الشام عشان تجيب خشب لصناعة السفن. فى الهجوم ده الفرنج استولوا على حوالى 18 مركب و قتلوا قومندان القافله الأمير محمد بيك اللى كان قريب الغورى فحزن الغورى حزن كبير و رد على عملة الفرنج بالقبض على الرهبان الفرنج فى كنيسة القيامه فى القدس و على كل الفرنج اللى كانو فى اسكندريه و دمياط و غيرها. لما رهبان كنيسة القيامه ، و كانو حوالى عشرين راهب ، وصلو القاهره وبخهم الغورى عن طريق مترجم و قالهم : " اكتبوا لملوك الفرنج عشان يرجعوا المراكب و الاسلحه اللى نهبوها و لو ماردوهاش حاأهدلهم كنيسة القيامه و حاأشنق الرهبان " ، و بعت الأمير أقباى الطويل على القدس عشان يستولى على فلوس الفرنج بتوع كنيسة القيامه. بعدها بكام شهر اتقبض على حوالى 200 افرنجى كانو فى مراكب قدام ساحل البرلس. تحدى تانى مهم و كان ليه توابع اقتصاديه خطيره كان اكتشاف البرتغاليين لسكه توصلهم للهند و المحيط الهندى عن طريق راس الرجا الصالح.
اكتشاف طريق راس الرجا الصالح
الفتره دى شافت تطورات علميه و تكنولوجيه مهمه فى اوروبا كان منها تطوير صناعة السفن و تصنيع مدافع البارود. سفن البرتغاليين ابتدت تظهر فى البحر الأحمر ، لكن بالمعلومات الجغرافيه و الملاحيه اللى كانت معروفه وقتها فى مصر ماحدش عرف المراكب دى وصلت ازاى هناك فماحدش كان لسه سمع وقتها ان البرتغاليين اكتشفوا راس رجاء الصالح فى جنوب افريقيا. البرتغاليين طوروا سفن من نوعيه جديده قدروا يوصلو بيها للمحيط الهندى. المستكشف البرتغالى بارتولومو دياس Bartolomeu Dias اكتشف راس الرجا الصالح سنه 1487 فى رحلة استكشاف لطريق يوصل للهند للسيطره على تجارتها و فى 1498 فاسكو دا جاما Vasco da Gama وصل للساحل الغربى للهند. كل دى كانت مقدمات سيطرة الغرب على طريق التجاره الهنديه و بنا مستعمرات على سواحل الهند و السيطره على كل المحيط الهندى. لكن فى مصر تفسير وصول مراكب البرتغاليين كان تفسير خرافى و ساذج بيقول ان " الفرنج تحايلوا لغاية ما فتحوا السد اللى كان بناه الاسكندر بن فليس الرومى ( اسكندر الاكبر ) و ده كان نقب فى جبل بين بحر الصين و بحر الروم ، فقعد الفرنج يخرموا فيه سنه ورا سنه لغاية ما اتفتح و انسلت منه مراكبهم لبحر الحجاز ". على ابريل 1507 بقت فيه حوالى عشرين مركب برتغاليه فى البحر الاحمر بتهاجم مراكب تجار الهند و بتنهب البضايع. الغورى بعت تجريدات للتصدى للبرتغاليين و بنا قلاع على ساحل الحجاز و عدن و العقبه و ايله و غيرها لمنعهم من نزول البر. فى 1508 هزمت مراكب الغورى بقيادة الأمير حسين مراكب البرتغاليين و اتاخدت منهم غنايم كتيره و دقت بشاير النصر فى قلعة القاهره لمدة تلت تيام و فى نفس السنه انتصر الأمير تمر باى على البرتغاليين فى الطينه و اتاخدت منهم مراكب و اتأسر منهم حوالى 27 بحار اتبعتوا هما و المراكب على القاهره.
مابين 1511 و 1515
فى 1511 وصل القاهره مندوب من عند اسماعيل الصفوى و معاه جواب و هدايا للغورى. من ضمن الحاجات اللى سلمها المندوب للغورى كان صندوق لما فتحه الغورى لقا فيه راس " محمد شيبانى " ( شيبانى خان ) ملك الأزبك اللى استولى اسماعيل الصفوى على بلاده و جز راسه. لما قرا الغورى الجواب لقا من ضمنه قصيده شعر ابياتها عباره عن تهكم و تهديد واضح بيقول :
« | السيف والخنجر ريحاننا .:. أف على النرجس و الآسى
مدامنا من دم أعدائنا .:. و كأسنا جمجمة الرأس |
» |
اسماعيل الصفوى كان بيقصد انه رجل حرب مش زى الغورى اللى بيهتم بزراعة الورد و الرياحيين و انه بيشرب خمره فى جمجمة شيبانى خان بعد ما استولى على ملكه و جز راسه. الغورى لما قرا الكلام ده زعل و رد شعرا مصر على كلام الصفوى كان منهم رد لشاعر اسمه ناصر الدين بن الطحان قال فيه :
« | شجعان مصر أسود الوغى .:. بقوة السطوة والبأس
وفخرهم بالسيف والرمح قد .:. خص بهم عن سائر الناس |
» |
و كتب الفقيه موسى بن بقسماطه:
« | ان كان جبد السيف ريحانكم .:. وكأسكم جمجمة الراس
وشربكم من دم أعدائكم .:. أف عليكم أرذل الناس |
» |
المخاطر اللى بقت بتهدد مصر كبرت ، من الشرق بقى فيه تهديد واضح من الصفويين فى ايران و فى البحر المتوسط استمرت تحركات الفرنج و فى البحر الأحمر و المحيط الهندى عمل البرتغاليين اختراقات خطيره. القوه العثمانيه فى الأناضول كانت بتزيد لكن العثمانيين كانت لسه علاقتهم كويسه بمصر و بيبعتوا للغورى هدايا و اسلحه ، ففى المرحله دى هدفهم الأولانى كان القضاء على اسماعيل الصفوى و زيهم زى مصر كانو فى صراع مع الفرنج. جوه مصر استمرت الاضطرابات بسبب غارات العربان و تمردات العسكر و صراعات المماليك الأجلاب مع المماليك القرانصه .[2]
فى 1512 زحف عربان البحيره و غيرهم على القرى و دمروا الاراضى الزراعيه و نهبوا الغله و طردوا الكشاف ( زى المحافظين ) ، فطلع الغورى تجريده لمحاربتهم بقيادة الأمير طومان باى الدوادار و غيره من الامرا المقدمين ، فخرجت قوات من القاهره اللى اترجت و راحت على البحيره و الفيوم و البهنسا ، و فى نفس الوقت وصلت اخبار من الشام بان طلايع جيش اسماعيل الصفوى وصلت البيره و ان فيه عساكر من البيره انضموا لعسكر الصفوى ، فاتنكد الغورى بعد ما لقى نفسه محصور مابين العربان جوه مصر و عسكر الصفوى على حدود المملكه.
فى الغضون دى وصل مندوب من ملك فينيسيا و معاه هدايا كتيره للغورى و طلب بفتح كنيسة القيامه فى القدس اللى كان الغورى قفلها بعد ما نهب الفرنج المراكب المصريه. و بعدها وصل مندوب من نايب سيس ( كيليكيا) و معاه رووس عليها طراطير حمره اداهم للغورى و قاله انهم رووس لعسكر اسماعيل الصفوى كان قبض عليهم نايب سيس ، فأمر الغورى بتعليقها على باب النصر و باب الفتوح ، و انتشرت اشاعات فى القاهره بان الصفوى حايهجم عن قريب و ان مندوبه فى السكه جى على مصر. فى الظروف دى ابتدا الغورى يستعد و يسبك مكاحل (مدافع) و يجربها فى الريدانيه و غيرها.
ما بين مايو و يونيه 1512 زار مصر سفرا من حوالى 14 دوله ، من التركمان و العثمانيين و بلاد الكرج و تونس و فرنسا و فينيسيا و غيرهم. فى يونيه وصل مندوب اسماعيل الصفوى و طلع القلعه و سلم الغورى جواب و هدايا كان من ضمنها فهود و سجاجيد. بعد ما اتقرت رسالة الصفوى على الغورى اتجهم من كلامها و لما عزم المندوب على مأدبه قصد انه يبين ليه عظمته و يبهره ، ففرجه على لعب الكوره فى ميدان القلعه و وراه البستان و حط على ترابيزة الأكل افخر انواع الاكل و الشرب ، و بعد كده اداله جواب لاسماعيل الصفوى فيه كلام ما يسرش و بكده اتأزمت العلاقات مابين الغورى و الصفوى.
المندوب العثمانى طلع هوه كمان القلعه و سلم الغورى جواب و انتشرت اشاعه انه بلغه ان السلطان بايزيد عيى و اتنازل عن العرش لابنه سليم شاه. فى يوم الجمعه 16 يوليه وصلت القاهره اخبار بان السلطان بايزيد اتوفى. حزن الغورى على بايزيد و عيط و صلى عليه صلاة الغيبه فى القلعه و صلى المصريين عليه فى الجامع الأزهر و جامع الحاكم و جامع ابن طولون و جامع الغورى و غيرها بعد صلاة الجمعه.
فى نوفمبر 1512 وصل مندوب من بلاد الهند و معاه هدايا للغورى من ضمنها فيلين ، ففرح بيهم الغورى و بقوا من يوميتها بيمشوا قدام المواكب. و فى نفس الشهر عين الغورى ابن اخوه طومان باى الدوادار رئيس على ديوان الوزاره و الاستداريه و كل الدواوين فى مصر فعليت مراتبه جداً و مشى فى موكب كبير و معاه الامرا و رجال الدوله و مشيت قدامهم الأفيال و على ضهورها الصناجق و قدامها الطبول و الزمور.
علاقات الغورى بالسلطان العثمانى بايزيد اللى اتوفى كانت كويسه لكن بعد ما اتسلطن سليم شاه وصل مصر واحد اسمه سليمان بيك و ده كان ابن أحمد بيك أخو سليم شاه اللى دخل معاه فى نزاع على العرش و هرب عند اسماعيل الصفوى.
فهرست وملحوظات
- ↑ أ ب العمل الكامل مُتاحٌ في: http://www.oxfordreference.com/view/10.1093/acref/9780195382075.001.0001/acref-9780195382075 — المحرر: ايمانويل ك و هنرى لويس جيتس — العنوان : Dictionary of African Biography — الناشر: دار نشر جامعة اكسفورد
- ↑ المماليك كانو بيتكونوا من فئات مختلفه. المماليك الأجلاب كانو المماليك اللى بيستوردوا عشان يخدموا فى الجيش. المماليك القرانصه كانو المماليك القدام اللى كانو بيخدموا سلطان قديم أو أمرا ماعادوش موجودين فاتنقلوا لخدمة أمرا تانيين أو السلطان الجديد
المراجع
- ابن اياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1982
- ابن اجا، محمد محمود الحلبى : العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك، دار الفكر، دمشق 1986.
- ابن زنبل ، أحمد الرمال : واقعة السلطان الغورى مع سليم العثمانى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1998.
- ابن الوكيل، يوسف الملوانى : تحفة الأحباب بمن ملك مصر من الملوك والنواب، دار الافاق العربية، القاهرة 1999.
- ابن طولون الصالحى، شمس الدين : مفاكهة الخلان فى حوادث الزمان، دار الكتب العلمية، بيروت 1998.
- محمد زيد بك : تاريخ الدولة العلية العثمانية، تحقيق احسان حقى، دار النفائس، بيروت 1981.
- عمر الاسكندرى و الميچرا چ. سڤدچ : تاريخ مصر الى الفتح العثمانى، مطبعة المعارف، القاهرة 1920.
- شفيق مهدى ( دكتور) : مماليك مصر و الشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
- (ستيفين رونسيمان) Runciman, Steven, A history of the Crusades . Penguin Books, 2002
- The New Encyclopædia Britannica, Macropædia, H.H. Berton Publisher,1973-1974.
- Toynbee, Arnold J. , Mankind and Mother Earth, Oxford University Press, 1976
العادل طومان باى | مدة الحكم: 15 سنه و 9 تشهر و 25 يوم | الأشرف طومان باى |