مصطفى عبد الرازق
مصطفى حسن احمد محمد عبد الرازق، الشيخ - أخد لقب باشا - ( ابو جرج، البهنسا، محافظة المنيا، 1885 - القاهره، 15 فبراير 1947 ) ، مفكر و اديب مصرى، و عالم بأصول الدين و الفقه الإسلامى ، شيخ الازهر من 27 ديسمبر 1945 لغاية وفاته فى 15 فبراير 1947. نشأ نشأه دينيه ، و درس الفلسفه و السوسيولوجيا و الاداب و تاريخها فى باريس و بعدين عاش فى ليون سنة 1911 و ادا هناك محاضرات عن اللغه العربيه فى جامعتها و عمل رسالة الدكتوريه عن " الإمام الشافعى اكبر مشرعى الاسلام ". اتعين سنة 1927 استاذ مساعد للفلسفه فى جامعة فؤاد الاول ، و وزير للأوقاف سنة 1938 ، و شيخ للازهر ما بين 1945 و 1947. اتعرض لمشاكل من المتزمتين بسبب تفتحه الفكرى ، و وقف فى صف طه حسين و دافع عنه فى ازمته مع الازهر و الرجعيين بعد نشر كتاب " فى الشعر الجاهلى ". اخو المفكر الكبير على عبد الرازق.
| |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
معلومات شخصيه | |||||||
الميلاد | سنة 1885 [1] | ||||||
الوفاة | 15 فبراير 1947 (61–62 سنة)[2] | ||||||
مواطنه | امبراطوريه عثمانيه (1885–1914) السلطنه المصريه (1914–1922) المملكه المصريه (1922–1947) | ||||||
عضو فى | المجمع اللغوى المصرى | ||||||
اخوه و اخوات | |||||||
مناصب | |||||||
الامام الاكبر (36 ) | |||||||
في المنصب 1945 – 1947 | |||||||
|
|||||||
الحياه العمليه | |||||||
المدرسه الام | جامعة الازهر (–1908) | ||||||
اتعلم عند | محمد عبده | ||||||
المهنه | فيلسوف ، واستاذ جامعه ، وصحفى ، وسياسى | ||||||
مجال العمل | فلسفه اسلاميه | ||||||
موظف فى | جامعة الازهر | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
من مؤلفاته : ترجمة كتاب الشيخ محمد عبده " رسالة التوحيد" للفرنساوى بمشاركة " برنار ميشيل " ، " البهاء زهير " (1930) ، " تمهيد تاريخ الفلسفه الاسلامية " (1944) ، " الإمام الشافعى " (1945) ، " الدين والوحى و الاسلام " ( 1945) ، " فيلسوف العرب و المعلم التانى " (1949) ، " محمد عبده " (1949) و ده كان مجموعة محاضرات ألقاها فى الجامعه الاهليه ما بين 1918 و 1919 و اتنشر بعد وفاته.
نشئته
اتولد مصطفى عبد الرازق فى ابو جرج فى محافظة المنيا فى تاريخ مش معروف بالظبط لكن فى الأغلب كان فى سنة 1885 ، أبوه حسن عبد الرازق درس فى الازهر و كان عضو فى المجالس شبه النيابيه ، و امه " خدوجه بنت الحاج عثمان الشريعى " كانت من سملوط. كان ليه خمس اخوات شققه هما حسن و حسين و محمود و اسماعيل و على عبد الرازق ، و اختين و اخ اسمه ابراهيم ماكانوش شققا. لما كبر و بقى عنده سبع او تمن سنين دخلوه الكتاب زى العاده فى القرى المصريه اياميها و هناك اتعلم مبادىء القرايه و الكتابه و حفظ سور من القرآن ، و لما بقى عنده حوالى حداشر سنه بعته ابوه على القاهره و دخله الازهر. فى سنينه الاولى فى الازهر عيى بإلتهاب رئوى و حذره الدكتور جامد من خطورته عشان مايخرجش من البيت لغاية ما يخف فإتأخر كذا شهر فى الدراسه و كمان اتصاب بتراوما و فضل طول عمر خايف من المرض ده. فى اجازات الصيف ابوه كان بيهتم بيه و بيقرا له كتب ازهريه و بيدرس له اشعار و بالذات اشعار المتنبى فبدأ يهتم بالادب و يكتب نثر و اشعار ابوه كان بيصححها له. عمل جورنال للعيله كان بيطبعه على مطبعة " البالوظه " و بيوزعه على قرايبه و كان بيكتب فيه حاجات جاديه و حاجات فكاهيه ، و بعدين فى سنة 1900 عمل جمعيه عائليه اسمها " جمعية غرس الفضائل " و بقى هو امين الجمعيه اللى كانت بتجتمع كل اسبوع و بيخطب فيها ناس من عيلته و استمرت الجمعيه دى لحد سنة 1905. زاد اهتمام مصطفى عبد الرازق بالادب فإتصل بجورنال " المؤيد " اللى كان بينشره الشيخ على يوسف و كتب مقالات فى الجورنال ده و كتب اشعار و مقالات فى مجلة " الموسوعات " اللى كان بينشرها محمد فريد زعيم الحزب الوطنى أياميها.
تأثره بالإمام محمد عبده
ابوه حسن باشا عبد الرازق كان عضو فى مجلس النواب عن مديرية المنيا فى عهد الخديوى اسماعيل و بعد ما اتحل المجلس بقى عضو فى مجلس شورى القوانين برضه عن مديرية المنيا و كان معاه فى المجلس ده الشيخ محمد عبده و اشترك وياه فى انشاء " الجمعيه الخيريه الاسلامية " فى القاهره و جمع تبرعات لبنا مدرسه فى بنى مزار افتتحها الشيخ محمد عبده فى احتفال كبير.. حسن باشا عبد الرازق كان راجل دوغرى معروف بجراءته و كان بيقول رأيه زى ما هو عايز و من الحاجات اللى قالها اياميها : " امة يدعى القيامة فيها .. فاسدوها جديرة بالرثاء ". و بعد ما وصلت الخديوى اسماعيل عريضه اتغاظ منها و افتكر ان اللى كتبها هو هو حسن باشا عبد الرازق اصدر امر بنفيه على السودان لكن عفا عنه فى اخر لحظه قبل ما يركب القطر الطالع على الصعيد . من المحتمل ان مصطفى عبد الرازق اتعرف على الشيخ محمد عبده عن طريق ابوه حسن باشا. مصطفى عبد الرازق اياميها كان ااتعلم فى الازهر على ايدين شيوخ متزمتين غالبيتهم بيعارضوا اراء محمد عبده و كانو بيتهموه بإنعدام الوطنيه و قلة الدين و بالتالى كان متأثر بيهم بس مش لدرجة الجمود الفكرى. لكن من حوالى سنة 1903 ابتدا يحضر دروس محمد عبده اللى كان بيديها تلت مرات فى الاسبوع بعد صلاة المغرب فى الرواق العباسى فى الجامع الازهر و كان بيحضر اجتماعته فى بيت عيلة طه حسين و فى بيت ابوه هو نفسه و شويه شويه ابتدا يقتنع بأفكاره و يحترمها ، و بعد ما دخل فى صراع نفسى داخلى بسبب الافكار الرجعيه المتزمته اللى اتعلمها فى الازهر من جهه و الافكار المتنوره اللى سمعها من الشيخ محمد عبده من جهه تانيه ، فكتب جواب للشيخ محمد عبده يبعبر فيه عن اللى فى نفسه فإتبسط محمد عبده بالجواب و نشره من غير إمضا فى مجلة " المنار " اللى كان بيصدرها فى القاهره محمد رشيد رضا. مصطفى عبد الرازق كان معجب اعجاب كبير بأفكار و كتب الشيخ محمد عبده و كان تقريباً حافظ كتاب " رسالة التوحيد " و هو الكتاب اللى ترجمه بعد كده للفرنساوى مع صاحبه الفرنساوى ميشيل ، و اكمن " جمال الدين الأفغانى " كان استاذ الشيخ محمد عبده اهتم مصطفى عبد الرازق كمان بأفكار و مؤلفات جمال الدين الأفغانى. مصطفى عبد الرازق كان بيناقش زميله فى الازهر " طه حسين " افكار محمد عبده و كتاب " رسالة التوحيد ". لكن محمد عبده بسبب العداء اللى كان بيواجهه من شيوخ الازهر المتزمتين و من حاكم مصر وقتها الخديوى عباس استقال من مجلس ادارة الازهر و ابتدا يجهز لإنشاء " مدرسة القضاء الشرعى " بهدف تخريج طايفه مثقفه دينى و متنوره للتطوير و النهضه لكن اتوفى فى 11 يوليه 1905.
مدرسة القضاء الشرعى
وفاة محمد عبده ماكانتش اخر المطاف بالنسبه لأفكاره انه كان كون طايفه من الأتباع و التلاميذ اللى بيؤمنوا بضرورة التغيير و التطوير. و اتنشأ قسم القضاء الشرعى فى اوائل سنة 1907. اتلم تلاميذ و اتباع محمد عبده حوالين الشيخ احمد ابو خطوه اللى بقى بيدى دروس و ده ما عجبش الخديوى عباس ، و كون التلاميذ جمعيه سموها " الجمعيه الازهريه " و إختاروا مصطفى عبد الرازق رئيس ليها لكن الجمعيه ماعمرتش كتير بسبب تفرق الاعضاء و انشغالهم فى الامتبارات و فى حياتهم.
حسن باشا عبد الرازق اتوفى فى 25 ديسمبر 1907 و حزن عليه ابنه مصطفى عبد الرازق لكن فضل يذاكر لغاية ما نجح فى إمتحان شهادة العالميه الازهريه سنة 1908 بتفوق و اخد الدرجه الأولى و دى كانت اعلى درجات شهادة العالميه الازهريه أياميها و فى 11 اغسطس إتعين مدرس فى مدرسة القضاء الشرعى.
فى سنة 1908 طلع الخديوى عباس قانون جديد عشان يرضى بيه الازهريين اللى بيطالبوا بالتطوير و بيشتكوا من النظام القديم ، و فى نوفمبر ابتدت الدراسه فى الازهر على نظام جديد لكن الطلبه اعتبروا الإصلاح ده مجرد إصلاح ظاهرى على ورق فإتمردوا و ثاروا و خرجوا فى مظاهرات فى القاهره بتطالب بإصلاح الازهر و إلغاء القانون اللى أصدره الخديوى ، و اجتع عدد منهم و طلعوا مطالب و كونوا لجنه سموها " لجنة الإتحاد الأزهرى " ، و اتعاطف معاهم الرأى العام فى مصر و شجعهم.
اتلمت جماعه من شبان علما الازهر حوالين مصطفى عبد الرازق اللى كان بيدرس فى مدرسة القضاء الشرعى و كونوا حركه اسمها " جمعية تضامن العلما " و كان لتكوين الحركه دى صدى كبير عند الحكومه و الرأى العام. مصطفى عبد الرازق ماكانش رئيس الحركه لكن من غير شك كان من أهم عقولها المفكره و لما شن اعداء الحركه حرب قويه ضد " جماعة تضامن العلما " كل سهامهم كانت موجهه بالذات ضد مصطفى عبد الرازق كهدف رئيسى.
سفره فرنسا
فى الغضون دى الشيخ عبد العزيز شاويش اتفق مع حهات كانت بتروج لنشر الثقافه و اللغه الفرنساويه فى مصر على تأسيس مدرسه ليها نظام خاص تمكن الازهريين من دخولها عشان يتعلموا فيها فرنساوى و علوم تانيه تأهلهم للسفر على فرنسا لتكملة دراستهم ، و كون الشيخ شاويش مجلس إداره للمدرسه كان من اعضائها مصطفى عبد الرازق اللى استقال من مدرسة القضاء الشرعى ، و اتقرر إنه يسافر فرنسا فى بعثه تعليميه فسافر على بورسعيد يوم 22 يونيه 1909 و هناك ركب باخره اخدته على مارساى و من هناك ركب القطر و راح على باريس. فى الرحله دى كان وياه احمد لطفى السيد رئيس تحرير " الجريدة " اللى كان بيصرها حزب الامه.
مصطفى عبد الرازق عاش فى فرنسا تلت سنين كان ليها اثر كبير على حياته و افكاره. فى فرنسا درس مصطفى عبد الرازق فى جامعة باريس اللغه الفرنساوى و الفلسفه و السوسيولوجيا و الاداب و تاريخها و حضر محاضرات عالم السوسيولوجيا الكبير " اميل دوركايم Emile Durkheim " ، و فى سنة 1911 راح على مدينة ليون و اشتغل هناك مع الاستاذ إدوار لامبير فى دراسة " اصول الشريعه الاسلاميه " ، و حضر محاضرات الاستاذ " جوبلو " عن تاريخ الفلسفه و محاضرات عن الادب الفرنساوى ، و اتعين مدرس لغه عربيه فى جامعة ليون مكان العلامه " جاستون ڤييت Gaston Wiet " اللى اتنقل مصر للتدريس فى الجامعه المصريه. فى الفتره دى جهز مصطفى عبد الرازق رسالة الدكتوريه اللى كان موضوعها " الإمام الشافعى اكبر مشرعى الاسلام " ، و ترجم مع برنار ميشيل ترجمه دقيقه لكتاب " رسالة التوحيد " للإمام محمد عبده.
رجع مصطفى عبد الرازق مصر فى يوليه 1912 قبل مايخلص دراسته لكن رجع فرنسا تانى فى اكتوبر 1912 و كان معاه المره دى أخوه " على عبد الرازق " لكن على سابه و سافر على لندن ان ابوهم كان بيتمنى انه يكمل تعليمه فى لندن. فى فبراير 1914 عييى مصطفى عبد الرازق بسل بسيط و رجع على فرنسا عشان يزوره و يطمن عليه. فترة العيا دى استغلها مصطفى عبد الرازق فى كتابة مذكراته عن حياته فى فرنساو كتب مقالات " صفحات من سفر الحياة " اللى كانت مقتبسه من حياته و الحوادث اللى مرت عليه ، لكن و هو لسه فى المستشفى قامت الحرب العالميه الاولانيه فى يوليه 1914 و اتدهورت الأحوال فى اوروبا و اتخض المصريين فى مصر على قرايبهم اللى بيدرسوا فى اوروبا و نصحوهم بالرجوع مصر قبل ما تنعدم وسايل النقل بسبب الحرب فرجع مصطفى عبد الرازق مصر فى أواخر 1914.
مجلة السفور
فى اخر سنة 1914 اعلنت بريطانيا الحمايه على مصر و عزلت الخديوى عباس التانى و حطت مكانه الامير حسن كامل ابن الخديوى اسماعيل بلقب سلطان مصر و اترج الإحساس القومى و السياسى عند المصريين لكن الحكم الانجليزى العسكرى ما اداهمش فرصه عشان يعبروا عن مشاعرهم لا بالكلام و لا بالكتابه. فى الوقت ده كان حزب الامه بيصدر جورنال يومى هو جورنال " الجريده " لكن اتوقف و حاول مصطفى عبد الرازق و زمايله انهم يساعدوا عشان يرجعوا الجورنال لكن ماكانش فيه فايده فأصدروا من 21 مايو 1915 مجله اسمها " السفور " فكانت المجله اللى بيعبروا فيها عن افكارهم و احاسيسهم ، و قدرت مقالاتهم إنها تعمل رجه فى مصر لكن اسم المجله عمل صدمه عند جماعه من دعاة الاصلاح الدينى اللى افتكروا ان المجله بتنادى بالكفر ، و طلعت اشاعات بإن اللى وراها هما جماعه من المبشرين المسيحيين. معظم كتاب مجلة " السفور " كانو كتاب متنورين و ثقافتهم عاليه و فكرهم واسع و بيتميزوا بالتوليرانسيه و نجحت المجله نجاح كبير و ده غاظ اعدائها اللى فضلوا يحاربوها ، لكن قدرت رغم التشنيع عليها انها تستمر سنتين. مصطفى عبد الرازق كان هو اللى بيشرف على تجميع مقالات الكتاب و طبعها و فى فترة صدورها كتب فيها مقالات تقريباً فى كل عدد و اخر مقاله كتبها فيها كانت بتاريخ 27 ديسمبر 1917 و بعد كده اتوقفت المجله.
تعينه فى مجلس الازهر الاعلى
فى اول اكتوبر 1915 اتعين مصطفى عبد الرازق موظف فى " مجلس الازهر الاعلى " بعد ما اتحطت فى سكته عراقيل كتيره ، لكن اللى ورا موضوع التعيين كان السلطان حسين كامل نفسه. حسين كامل قبل ما يتسلطن كان بيعرف حسن باشا عبد الرازق ابو مصطفى إنه كان رئيس " الجمعيه الزراعيه " اللى حسن باشا كان عضو فيها ، و كمان حسين كامل كان رئيس " الجمعيه الخيرية الاسلامية " اللى اسسها محمد عبده و كان سكرتيرها حسن باشا عبد الرازق. بعد حسين كامل ما اتسلطن عين حسن باشا وكيل للديوان العالى السلطانى ، و لما سافر فرنسا قبل الحرب قابل ابنه مصطفى عبد الرازق هناك و اعجب بيه جداً و استمرت الصله بينهم بعد رجوع مصطفى مصر ، و طلبت " قدريه " بنت حسين كامل من مصطفى عبد الرازق إنه يترجملها كتاب ليها من الفرنساوى للعربى فترجمه ليها بعنوان " طيف خيال ملكى ". بعد ما قعد حسين كامل على عرش مصر عاز انه يعين مصطفى عبد الرازق سكرتير للمجلس الاعلى للازهر و المعاهد الدينيه فى مكان " عبد الغنى شاكر بك " ، لكن الازهريين و غيرهم عارضوا الموضوع بسبب افكار مصطفى عبد الرازق و إنه من جماعة " السفور " ، و بسبب حاجه تانيه اعتبروها عيبه فيه و هى انه كان ليه صحاب اوروبيين رجاله و ستات و إنه كان بيحضر حفلات كانت بالنسبه لهم من المنكرات. اتحجج المعارضين بإن مركز سكرتير المركز مشغول بعبد الغنى شاكر بك و ما يصحش عزله فحل حسين كامل المشكله بتعيين مصطفى عبد الرازق مؤقتاً كاتب للمجلس بمرتب عشرين جنيه على انه يستلم الوظيفه من 4 نوفمبر 1915 لمدة سنة تحت التجربه و انه يبدأ من 4 اكتوبر لمدة شهر من غير مرتب. مصطفى عبد الرازق كان حا يرفض العرض لكن شاف ان قبوله مجامله للسلطان و يخليه راضى عنه فإستلم الوظيفه و فضل فيها لغاية ما إتقال " عبد الغنى شاكر بك " بعد شويه و قعد مصطفى فى مكانه لغاية ما قدم استقالته بعد ما أهانه عضو فى المجلس و قاله ان مش من حقه انه يفتح بقه فى المجلس ، لكن رئيس الوزرا " حسين باشا رشدى " اتدخل من المحتمل بإيعاز من السلطان حسين كامل و عمل ترضيه لمصطفى عبد الرازق.
فى الفتره دى اتحول " بيت ولاد عبد الرازق " فى حى عابدين فى القاهره لصالون بيجتمع فيه المسلمين و المسيحيين و المصريين و الخواجات و الرجاله و الستات لمناقشة المواضيع الدينيه و الفلسفيه و السياسيه و المذاهب الفكريه و غيرها و بالمصرى و باللغات الاجنبيه. الندوات دى خلقت نوع من النهضه فى مصر و ظهرت عن طريقها طبقه من المصريين ليها طابع معين بتندمج عندهم الثقافه الحديثه بالقديمه و الفلسفه بالدين. مصطفى عبد الرازق كان محور الحركه دى و ه سبب له عداوات كبيره و مكايد كتيره من المتزمتين اللى ماكانش عاجبهم الكلام ده.
فى سنة 1916 مصطفى عبد الرازق بقى عضو فى " الجمعيه الخيريه الاسلامية " و فى 1920 انتخب عضو فى مجلس ادارتها و فضل فى المركز ده لحد سنة 1941 لما انتخب و كيل لرئيس الجمعيه و ببعدين فى 28 فبراير 1946 بقى رئيس للجمعيه بعد وفاة الشيخ محمد مصطفى المراغى ، و فضل رئسها لحد وفاته.
فى سنة 1917 راجل سويدى اسمه " پروزدر " كان بيشتغل موظف فى صندوق الدين فى مصر اسس جمعيه صغيره اختار لعضويتها صفوة شباب المصريين و الاوروبيين عشان يديروا " جامعة الشعب ". الهدف من جامعة الشعب دى كان إلقاء محاضرات لتثقيف الناس و تنويرهم و رفع مستوى المصريين العلمى ، و انض ليها عدد من العلما و المثقفين كان ابرزهم مصطفى عبد الرازق اللى القى فيها محاضرات كتيره.
ثورة 1919
بعد ما خلصت الحرب العالميه الاولى فى اواخر 1918 المنتصرين و هما الانجليز و حلفائهم فاوضوا المغلوبين و كانو الالمان و حلفائهم الأتراك و غيرهم و انعقد مؤتمر الصلح فى باريس. المصريين حزنوا بسبب انتصار الانجليز مش حب فى المانيا لكن لإنهم كانو بيتمنوا طرد المستعمرين الإنجليز من مصر. مع انهيار اخر حصون الألمان انهارت أمال المصريين فى تحقيق الإستقلال ، لكن خرج شعاع امل من امريكا لما أعلن الرئيس الأمريكى " ويلسون Wilson " النقط او المبادىء اللى اتعرفت بإسم " مبادىء ويلسون الأربعتاشر " و اللى كان من ضمنها مبدأ حق الشعوب فى تقرير مصيرها. ويلسون راح على باريس عشان يحط قواعد الصلح ، و ابتدت مشاعر المصريين السياسيه تتنبه من نومها و تعبر عن غل من الانجليز المحتلين مصر فنشطت العقول و ظهرت احزاب سياسيه قديمه و جديده و اتكونت جماعة سعد زغلول و جماعة الامير طوسون و غيرها ، و إتأسس الحزب الديموقراطى اللى معظم اعضائه كانو من جماعة " السفور " و اتباعهم و انضم مصطفى عبد الرازق للحزب و كان من ابرز الاعضاء ، لكن حزب سعد زغلول غطى على كل الجماعات و الاحزاب التانيه و رفض الحزب الديموقراطى انه يندمج فى حزب سعد و لما كون سعد زغلول الوفد المسافر لاوروبا لحضور مؤتمر الصلح لعرض قضية مصر و المطالبه بإستقلالها بعت الحزب الديموقراطى جماعه من اعضاءه كان من ضمنهم مصطفى عبد الرازق عشان يطلبوا من سعد زغلول ضم وفد ممثل للحزب الديموقراطى للوفد المسافر و بعد مناقشات وافق سعد زغلول على الإعتراف بالحزب الديموقراطى و عرض انضمام مصطفى عبد الرازق للوفد اللى رايح على باريس لكن بعد مشاورات عائليه و جايز بسبب عدم الثقه فى حركة سعد زغلول وقتها اتقرر لغى فكرة سفر مصطفى عبد الرازق مع الوفد.
فى الغضون دى كان السلطان حسين كامل اتوفى و قعد على عرش مصر الملك فؤاد الاول اللى فى عهده قامت ثورة 1919. الملك فؤاد ماكانش راضى عن اتجاهات مصطفى عبد الرازق السياسيه و الاجتماعيه فصدر قرار من مجلس الوزرا فى 4 سبتمبر 1920 بتعينه مفتش فى المحاكم الشرعيه و ده كان عشان الغاده عن الازهر و حرمانه من الإتصال برجال الازهر اللى أيدوا ثورة 1919. شغلانة مصطفى فى إدارة المحاكم الشرعيه كانت شغلانه بسيطه مش محتاجه جهد كبير فده اداله فرصه إنه يوسع نشاطه العلمى و الأدبى بالقرايه و الكتابه و الدراسه و زياده اتصاله مع الازهريين و السيكولاريين و الاوروبيين و المتدينين و المش المتدينين و السياسيين و غيرهم.
جوازه و تعينه فى الجامعه
فى صيف 1922 اتجوز بنت عمه المرحوم امين عبد الرازق و تمت الجوازه و هى فى ابو جرج و هو فى القاهره و بعت توكيل رسمى و هو غايب عن عقد القران ، و دى كانت حاجه عاديه و بتحصل اياميها لكن هو كان فعل عينه عليها من زمان و بده يتجوزها. و فى الفتره دى اتعاون مع " ميشيل برنار " لترجمة كتاب " رسالة التوحيد " بتاع محمد عبده و اتنشر الكتاب فى باريس بالفرنساوى سنة 1925.
فى صيف 1924 سافر اوروبا و لما رجع لاحظت وزارة الحقانيه انه اتأخر سبع تيام عن الشغل و قالهم ان السبب فى كده انه ماقدرش يرجع بدرى لإنه مالقاش مكان فى الباخره ، لكن الوزير صمم انه ياخد إجراء رسمى ضده و يخصم من مرتبه المده اللى اتأخر فيها عن الشغل ، لكن مصطفى ماوافقش و زعل و هدد بالإستقاله فنام الموضوع على كده ، فإستمر فى ادارة المحاكم الشرعيه لغاية ما اتعرضت عليه وظيفة استاذ مساعد للفلسفه فى كلية الاداب فى جامعة فؤاد الاول فوافق و اتقرر تعينه فى الجامعه من اول نوفمبر 1927 ، لكن حصل نقاش طويل بخصوص مسألة تحديد درجته الوظيفيه و مرتبه و انتهى الموضوع بإنه يتعين على الدرجه التالته بمرتب 720 جنيه فى السنه.
نجح محمد عبد الرازق فى التدريس الجامعى و اتجلت مواهبه بفضل ثقافته الواسعه و تعليمه فى اوروبا ، و بتبين المراجع و المصادر الكتيره اللى استخدمها فى مؤلفاته مدى ثقافته و سعة اطلاعه. منهجه التدريسى كان قايم على خلق صله عقليه ما بينه و مابين الطلبه و دى كانت حاجه نادره فى مصر اياميها فكان بيخلى الطلبه بتوعه يشاركوه فى بحث المواضيع و استخراجها من المراجع و كان بيشجعهم على مناقشة المسائل و فهم النصوص و كتابة الاراء فكان منهجه بينشط عقول الطلبه و بيحفزهم على انهم يكونوا جادين فى الدراسه و تلقى العلم و كتير من طلابه اتفوقوا بعد كده و بقوا من مثقفين مصر الكبار. نجاحه فى التدريس رشحه انه يبقى استاذ للفلسفه فإتعين فى المركز ده فى اول اكتوبر 1935 و اخد درجة البكويه من الدرجه التانيه فى 2 فبراير 1937 ، و اختير عضو فى مجلس ادارة دار الكتب المصريه بسبب اهتمامه بالكتب و المخطوطات النادره. فى فتره تدريسه فى جامعة القاهره كان احمد لطفى السيد رئيس الجامعه و الدكتور طه حسين عميد كلية الاداب و حصلت ضجة كتابه " فى الشعر الجاهلى " اللى استعدى بيه قوى الاستبداد و التزمت و التحجر الفكرى. مصطفى عبد الرازق كان بيعرف طه حسين من ايام دراستهم فى الازهر و وقف فى صفه ضد المتزمتين و الرجعيين اللى هاجموه. فى 7 ابريل 1932 اتعملت حفلة شاى فى اوتيل مينا هاوس لتكريم طه حسين و التضامن معاه حضرها مصطفى عبد الرازق مع حافظ ابراهيم و محمد حسين هيكل و الانسه ملك. اتفصل طه حسين من الجامعه فى 20 مارس 1933 و كإحتجاج على فصله قدم احمد لطفى السيد استقالته.
الوزاره و الباشاويه
فضل محمد عبد الرازق يدرس فى الجامعه لغاية ما اختاره محمد محمود باشا انه يكون وزير للأوقاف لما الف وزارته فى ابريل 1938 ، و دى كانت اول مره تحصل فى مصر و بتعتبر حدث تاريخى ان شيخ أزهرى يبقى وزير. وفضل مصطفى و هو وزير لابس العمه لإنه كان شايف انها مش عيبه و مفيش مانع انه يلبسها طالما انه فى مصر. محمد عبد الرازق اتعين وزير للأوقاف بعد كده ست مرات. فى وزارة محمد محمود الجديده اللى الفها فى 25 يونيه 1938 و فى وزارة حسن باشا صبرى من 28 يونيه 1940 و فى وزارة حسين سرى باشا من 10 نوفمبر 1940 و برضه فى وزارة حسين سرى باشا فى 31 يوليه 1941 و فى وزارة احمد باشا ماهر من 9 اكتوبر 1944 و للمره السابعه فى وزارة محمد فهمى النقراشى و فضل وزير للأوقاف لغاية ما اتعين شيخ للجامع الازهر. و فى الغضون دى ، فى سنة 1940 ، صدر مرسوم بتعينه عضو فى مجمع فؤاد الاول للغه العربيه و فى سنة 1941 أخد لقب الباشاويه ، فبقى شيخ أزهرى معمم و وزير و باشا فى نفس الوقت.
شيخ الازهر
إتعين مصطفى عبد الرازق شيخ للجامع الازهر من 27 ديسمبر 1945. قبل ما يتقبل تعينه اتعملت البدع لمنعه من رياسة مشيخة الازهر. المعارضين استندوا على قانون الجامع الازهر بإن شيخ الازهر لازم يكون من هيئة كبار العلماء و إن الشيخ اللى ينضم لهيئة العلما لازم يكون أوفى كذا شرط من ضمنهم انه لازم يكون اتعين قبل كده فى وظايف معينه فى القضاء الشرعى او يكون اشتغل مدرس لمده معينه فى معهد دينى أزهرى. الشرط ده كان ناقص عند مصطفى عبد الرازق انه درس فى الجامع الازهر مده قصيره ما توفيش بالشرط بعكس المده الطويله اللى درس فيها فى جامعة القاهره. لحل الإشكال القانونى ده وافق البرلمان المصرى على قانون جديد بيساوى ما بين التدريس فى الازهر و المعاهد الدينيه و التدريس فى جامعه سيكولاريه. بطبيعة الحال السبب الحقيقى لمعارضة تعيين مصطفى عبد الرازق كان بسبب فكره المتطور الإصلاحى اللى ما كانش على هوى الشيوخ المتزمتين و غيرهم من الرجعيين و كمان بسبب الغيره منه. و زاد الطينه بله إن جورنال لوموند الفرنساوى عمل روبرتاچ عن مصطفى عبد الرازق و فى المقابله اللى اتنشرت فى الروبرتاچ قال إن فرنسا ليها مكانه كبيره و عملت جهود كبيره لنشر الثقافه مابين المسلمين و انها لازم تستمر فى تأدية دورها الثقافى. فى الغضون نفسها أهدت فرنسا لمصطفى عبد الرازق وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الكبير ، فخرجت الجرانيل العربيه فى الشام تهاجمه و تزيف و تحور اللى قاله فى مدح فرنسا و معاها خرجت الجرانيل المصريه المعاديه ليه بنفس التخاريف لتشويه صورته.
وفاته
بعد سنه فى مشيخة الازهر اختير مصطفى عبد الرازق امير للحج و دى كانت مهمه شرفيه كبيره كان بيقوم بيها أكابر امرا مصر ايام ازدهارها فى العصور الوسطى و كانو بياخدوا معاهم كسوة الكعبه فى المحمل اللى كان بيتسمى " المحمل المصرى ". خرج مصطفى عبد الرازق على راس الحجاج المصريين الرايحين على مكه فى 28 اكتوبر 1946 و قعد فى الحجاز حوالى شهر و رجع مصر فى اول ديسمبر 1946 و كمل مجهوداته لتطوير و إصلاح الازهر وسط شيوخ متزمتين و متربصين بيه و فضل على الحال ده لغاية 15 فبراير 1947. فى اليوم ده راح كعادته لمكتبه فى الازهر و إترأس جلسة المجلس الاعلى للازهر لغاية الضهريه و بعدها روح و اتغدى و نام و لما قام اتوضى و صلى لكن و هو بيلبس هدومه حس بتعب جامد و هبوط فنام على السرير و جابوا له الدكتور لكن قبل ما يوصل الدكتور كان اتوفى. تانى يوم اتعملت جنازة مصطفى عبد الرازق و اتدفن فى ترب الامام الشافعى فى مدفن عيلته مع ابوه حسن باشا عبد الرازق و اخواته حسن و حسين و محمود. اتعملتله فى مدينة المنيا حفلة تأبين و عملت له جامعة القاهره حفلة تأبين كبيره يوم 27 مارس 1947.
وصفه طه حسين بإنه كان " ابى و كان براً و كان سمح الطبع والنفس والقلب " ، و إن من خصاله كانت " العناية الدقيقة جداً بالتفكير اول و بالتعبيربعد كده عما فكر فيه ".
من اقواله :
إن اللى يخدمو الحرية الفكرية هم خدام الحق و أنصاره، العقول المستعبده لا تسمو الى جلال الحقيقة وجمالها
محمد مصطفى المراغى | الفتره: 1945 - 1947 | محمد مأمون الشناوى |
من مؤلفاته
النشر | عنوان العمل | نوع العمل |
19 | رسالة التوحيد | ترجمه للفرنساوى مع برنار ميشيل |
1930 | البهاء زهير | دراسه |
1944 | تمهيد تاريخ الفلسفه الاسلامية | دراسه |
1949 | فيلسوف العرب و المعلم التانى | دراسه |
1949 | محمد عبده | محاضرات فى الجامعه الاهليه (1918-1949) |
1957 | من آثار مصطفى عبد الرازق | مقالات متنوعة (1957) |
1945 | الامام الشافعى | دراسه |
1949 | الدين والوحى والاسلام | دراسه |
- ↑ مُعرِّف الملف الاستنادي المُتكامِل (GND): https://d-nb.info/gnd/124297897 — تاريخ الاطلاع: 17 اكتوبر 2015 — الرخصة: CC0
- ↑ مُعرِّف دايموند للأشخاص والهيئات: https://opac.diamond-ils.org/agent/18398 — باسم: Muṣṭafá ibn Ḥasan ʿAbd al-Rāziq