السعيد بركه قان
السعيد بركه قان هوه حاكم مصر رقم 404 |
---|
الملك السعيد ناصر الدين محمد بركة قان بن الملك الظاهر بيبرس البندقدارى الصالحى النجمى [1]، اتلقب بـ ابى المعالي ( اتولد فى القاهرة سنة 1260 - اتوفى فى الكرك سنة 1280 ). خامس سلاطين المماليك البحرية [2]، و أول اللى اتربعوا على عرش السلطنة من أولاد السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى. حكم بعد وفاة أبوه حوالى سنتين من 1277 لغاية 1279.
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصيه | ||||
الميلاد | سنة 1260 | |||
الوفاة | 14 مارس 1280 (19–20 سنة) | |||
مواطنه | الدوله المملوكيه | |||
الاب | الظاهر بيبرس | |||
اخوه و اخوات | ||||
عيله | المماليك البحريه | |||
تعديل مصدري - تعديل |
نشاته
السلطان الظاهر بيبرس خلف سبع بنات و خمس أولاد، منهم ولدين ماتوا وهما عيال صغيريين .[3] السعيد ناصر الدين بركة كان اكبر اللى اتبقوا على قيد الحياه من ولاد بيبرس.[4] السعيد بركه اتولد فى حارة العُش فى القاهرة فى يناير 1260 [5]
فيه مؤرخين أوربيين و مصريين معاصرين، جايز بسبب تشابه الاسماء، ذكروا أن امه كات بنت بركه خان بن جوجى، حفيد جنكيز خان وملك مغول القبيله الدهبيه، اللى اعتنق الاسلام وانضم للماليك فى حربهم ضد مغول فارس (الالخانات ). لكن بالاستناد على المؤرخين المصريين اللى عاصروا العصر المملوكي، السعيد بركة كان حفيد للامير " حسام الدين بركة خان بن دولة خان الخوارزمى " مش لبركة خان المغولى [6][7] .[8][9][10][11][12]
قبل ما يتوفى الظاهر بيبرس حضر ابنه الملك السعيد عشان يورث العرش من بعده، فكان بياخده معاه فى الاحتفالات والعروض والتدريبات العسكريه، وفى 8 اغسطس 1264 ركبه بشعار السلطنه، لكن لانه كان لسه ما بلغش سن الرشد عين " عز الدين أيدمر الحلى " أتابك ليه، واتزينت القاهره واتعملت الاحتفالات بالمناسبه دى .[13] وفى 22 سبتمبر 1268 ركب الملك السعيد فى الموكب زى ما كان بيركب أبوه وقعد فى الايوان، و بعد كام يوم فوضت السلطنة ليه ، و من ساعتها بقى يقعد فى الايوان فى قلعة الجبل [14] يخلص الاشغال وبقى يمضى على الأوراق و المستندات نيابه عن أبوه.[15] وفى نفس السنه الظاهر بيبرس طلع الحج و كان الملك السعيد امير المحمل المصرى.[16] و فى ديسمبر 1270 طلع الملك السعيد مع أبوه على الشام عشان يهاجموا حصون الصليبيين. وفى سنة 1273 قاد الملك السعيد بنفسه تجريده على الشام و أنعم على الامرا هناك [17]
الملك السعيد بقى سلطان مشارك فى الحكم ونايب لأبوه وقت غيابه بره مصر [18] و أخد له الظاهر بيبرس العهود و المواثيق من كبار امرا الدوله، وبعدين جوزه سنة 1275، قبل مايتوفى بسنتين، من " غازية خاتون " بنت كبير امرا المماليك الصالحية قلاوون الالفى عشان يضمن له ولاء قلاوون و أمرا المماليك الصالحية.[19][20]
السلطنه
فى 2 مايو 1277، اتوفى الظاهر بيبرس فى دمشق .[21][22] او فى حته جنبها [23] و هو راجع مصر مقر ملكه بعد ما غلب المغول فى معركة الأبلستين، فاتفق الامرا انهم يخفوا خبر وفاته لغاية ما ينصبوا سلطان مكانه لانهم خافوا ان المغول يرجعوا و يهاجموا الشام تانى لو عرفوا انه اتوفى و مصر مافيهاش سلطان[18][24]، و بعت الامير بدر الدين بيلبك الخازندار نايب السلطنه، اللى كان موجود فى الشام مع بيبرس، جواب للملك السعيد و هو و هو فى قلعة الجبل فى القاهرة يقوله ان أبوه اتوفى . فقرا الملك السعيد الجواب و ما بينش حزنه على أبوه وبين انه فرحان جداً وقال للامرا ان الجواب بيقول ان أبوه الملك الظاهر جى فى السكه [25]
فى 19 يوليه 1277، وصل الامير بيلبك القاهره وطلع الايوان فى قلعة الجبل وسلم الملك السعيد الخزاين والعساكر، و هتف الحاجب : " يا امرا اترحموا على السلطان الملك الظاهر ". فأتخض الامرا وقعد الموجودين يعيطوا و يصرخوا، ورمى الامرا نفسهم على الارض وباسوها للملك السعيد. واتجدد العهد ليه ( كان أبوه بيبرس سلطنه قبل كده )، و حلف الامير بيلبك العساكر وموظفين الدوله و أخد ولائهم للملك السعيد فى حضور القضاه. تانى يوم، و كان يوم جمعة، اتردد الدعا على منابر مصر والقاهره للملك السعيد واتعملت صلاة الغايب على الملك الظاهر. و بعدين بعتت القاهره جواب للشام يعلن وفاة الملك الظاهر واتأمرت العساكر بمبايعة الملك السعيد اللى كان عمره وقتها تسعتاشر سنه. مع ان الأمراء الصالحيه [26]، وعلى راسهم قلاوون الالفى صهر الملك السعيد، كانو بينافسوا الأمراالظاهريه [27] و كانو بيعتبروا نفسهم أحق و أجدر بالحكم [28] لكنهم وافقوا على تنصيب الملك السعيد سلطان على مصر وملحقاتها كتكريم لأبوه المحبوب المتوفى و بسبب قوة و كترة المماليك الظاهريه. تولية الملك السعيد - وغيره من ولاد السلاطين بعد كده - ما كانش بسبب ايمان امرا المماليك بمبدأ توريث الحكم، لكن كات بغرض تنصيب سلطان مؤقت على تخت السلطنه لغاية ما تنتظم الامور فيزيحه عن العرش امير مؤهل للحكم فيقعد مكانه.[20] الظاهر بيبرس كان طبع بيدرك ده و قبل وفاته كتب وصيه لابنه الملك السعيد يحذره فيها من الأمرا الأكابر اللى حا يعتبروه مجرد عيل ، ونصحه باستعمال العنف ضد يقف فى طريقه ويهدد عرشه.[19]
استمر الأمير بيلبك فى نيابة السلطنه لكنه عيى و مات ، واُتهم الملك السعيد بانه سمه بنصيحه من خاصكيته من الأحداث اللى كانو صحابه و محاوطينه .[29]، الامير بيلبك كان راجل محنك فى السياسه و له خبره كبيره فى شؤون الحكم، فلما مات ابتدت أحوال الملك السعيد تضطرب وتختل [25][30]
تدخل الخاصكيه فى الحكم
الملك السعيد عين الامير " شمس الدين آقسنقر الفارقانى " نايب للسلطنه و كان راجل اخدم جد فماطاقهوش صحاب الملك السعيد وقعدوا يكيدوا له و يقلبوا الملك السعيد عليه لغاية ما عزله وقبض عليه و حطه فى السجن واتهان فيه اليه و قتلوه الخاصكيه بعد كده.[31] و راح معين الامير " شمس الدين سنقر الالفى المظفرى " .[32] بدل آقسنقر، لكنه برضه ما كانش على هوى صحابه فقالوا للملك السعيد انه مش من الظاهريه لكن من مماليك الملك المظفر قطز و أنه حا ينقلب عليه ويشيله من الحكم لو خلاه فى نيابة السلطنه، فراح الملك السعيد عزله هو التانى وعين بداله الامير " سيف الدين كوندك الساقى "، وده كان راجل من اصل مغولى و من الخاصكية [33] واحد من الخاصكية اسمه " لاجين الزينى " سيطر على عقل الملك السعيد و كان له مشاكل مع كونداك و ما بيحبهوش فأدى الموضوع لحدوث انقسام بين المماليك و العساكر و ضم كونداك شوية امرا أكابر لصفه ضد عصبة لاجين الزيني.[28]
الملك السعيد قعد يقدم المماليك الصغار بتوع خاصكيته على أكابر الأمرا، وقبض على الأمير جودى القيمرى وده زعل الأمرا الصالحيه صحاب أبوه زى صهره سيف الدين قلاوون، وشمس الدين سنقر الأشقر، وعلم الدين سنجر، وبدر الدين بيسرى وغيرهم.[34] وبعدين اتمادى فى تصرفاته الغلط وقبض على الامرا سنقر الاشقر وبيسرى [35] ، و الاتنين دول كانو من المقربين جداً لأبوه، و حطهم فى سجن القلعة فزود غضب الامرا الصالحيه عليه. و بعدين راح قابض على شويه من امرا العشرات اللى كانو تبع مماليك أبوه.[30] خاله الأمير بدر الدين محمد بركة خان راح لأخته أم السلطان، وقال ليها : " ابنك أساء التدبير بقبضه على ناس زى الأمراء الأكابر دول، والمصلحة انك ترديه للصح، والا حا يفسد نظامه وحا تقصر أيامه ". فلما الملك السعيد عرف اللى قاله خاله لأمه راح قابض عليه هو كمان . وبعدين سابه هو و الأمرا بعد ما أمه عنفته ولاطفته ، لكن ده كان بعد ما كبرت عداوة الصالحيه ليه.[28]
الأمرا فقدوا ثقتهم فى الملك السعيد و خافوا من غدره بيهم ففكروا انهم يسيبوا مصر و يروحوا الشام، لكنهم اتفقوا على انهم يطلعوا له فى قلعة الجبل ومعاهم مماليكهم وعساكرهم و أتباعهم، فطلعوا له بالمنظر ده و بعتوا يهددوه و يقولوا له : " انت أفسدت الخواطر، واتعرضت لأكابر الأمرا، فاما انك تعود عن اللى انت فيه والا حايكون لنا معاك شأن ". لما سمع الملك السعيد الكلام ده خاف فقعد يلاطف الأمرا و اتنصل من أفعاله و أقسم لهم انه مش فى نيته انه يضرهم.[36]
فى الغضون دي، امر الملك السعيد بدفن جثمان أبوه الظاهر بيبرس فى دمشق بدل ما يرجعه مصر، فاشترى نايب السلطنه فى الشام " عز الدين أيدمر " دار العقيقى جوه باب الفرج جنب المدرسة العادليه و عملها مدرسه وبنى فيها قبة. و طلع من القاهرة الامير " علم الدين سنجر " ( ابى خرص ) والطواشى " صفى الدين جوهر الهندى " و دخلوا دمشق، واتشال جثمان الملك الظاهر من قلعة دمشق بالليل و اتحط فى الجامع الأموى و اتصلى عليه، و بعد كده اتشال واتدفن فى القبة فى المدرسه اللى اتبنت له.[36]
السقوط
فى شهر فبراير 1279 الملك السعيد حب يزور دمشق بعد ما اتمرد وخرج عن طاعته نايبها عز الدين أيدمر .[37]، فخرج من مصر ومعاه امه و أخوه الملك نجم الدين خضر والأمرا والعساكر. فى دمشق لغى الملك السعيد المكوس السنويه اللى كان أبوه بيبرس فرضها على مزارع الشام بسبب الحرب ضد المغول. خاصكيته نصحوه انه يبعد أكابر الامرا عنه، فطلب من الاميرين قلاوون الالفى وبيسرى انهم يروحوا على مملكة كيليكيا ( مملكة ارمينيا الصغرى ) عشان يشنوا غاره عليها. فطلعوا الامرا على قليقيه على راس عشرتلاف عسكرى [31] وهم غضبانين من الملك السعيد من تصرفه ده [38]
و الامرا فى كيليكيه قرر الملك السعيد مع خاصكيته انهم يقبضوا عليهم لما يرجعوا و ياخدوا اقطاعاتهم و يوزعوها على نفسهم. الامير كوندك نايب السلطنة كان مطلع على طلب الخاصكيه ورفض السماح لواحد منهم بأخد مبلغ كان الملك السعيد امر انه يديهوله فاتخانق لاجين الزينى والخاصكيه مع كوندك و أهانوه وطلبوا من الملك السعيد انه يعزله فسمع كلامهم وعزله، فلما تم لهم اللى كانو عايزينه راحوا لكوندك عشان يقبضوا عليه او يقتلوه لكن الامير سنقر الأشقر أنقذه منهم. و لما رجع الأمراء من قليقيه راح لهم كوندك مع كام واحد من صحابه المغول وقابلهم عند المرج الاصفر وقالهم على اللى حصل من خاصكية الملك السعيد فى حقهم وحقه، وقال لهم : " الملك السعيد ناوى يقبض عليكم لما ترجعوا مصر وانه مش حا يعتق اى واحد من الامرا الكبار، و ادى أخبازكم لمماليكه الخاصكيه "، فغضب الامرا أشد الغضب و أقسموا انهم يتعانوا مع بعض لوضع حد للحاجات دي.[39][40][41]
تمرد الامرا
الامرا بعتوا للملك السعيد يعرفوه انهم فى المرج الاصفر وقالوله ان الامير كوندك اشتكى ليهم من لاجين الزينى شكاوى كتيره، وطلبوا منه انه يبعتهولهم فى المرج عشان يشوفوا ايه الموضوع . لكن الملك السعيد ما أبداش اهتمام بطلبهم، وبعت جواب للأمراالظاهريه اللى كانو معاهم انهم يسيبوهم و يروحوا له. لكن الجواب وقع فى ايد كوندك فاخده ووراه للامرا الصالحيه فسابوا المرج ومشيوا على طول و هم متفقين على ان الملك السعيد "أسرف و أفرط فى سؤ الرأى و أفسد التدبير ".[39]
الملك السعيد حس بالخوف من اللى حصل ، فبعت لهم الأمرا " سنقر الأشقر " و" سنقر الأستادار " عشان يقنعوهم بالرجوع. لكن الأمرا رفضوا يرجعوا فزاد خوف الملك السعيد، واترددت الرسل بينه وبينهم لغاية ما طلبوا منه فى الأخر انه لازم يبعد خاصكيته وقالوله: " ابعد العيال الخاصكيه اللى لعبوا بدماغك، وطلعهم من عندك، واحنا نيجى ونتفق معاك على المفيد " ، فما وافقش و كتب لهم انه ما يقدرش يعمل كده .[42] و بعت لهم امه مع الامير " سنقر الأشقر " عشان تسترضيهم بس ما نجحتش فى الوساطه [39][40] اكمنه رفض تانى انه يبعد خاصكيته بعد ما صحابه قالوله : " كل اللى عايزين من ابعادنا عنك انهم يتمكنوا منك ويعزلوك من الملك "[43]
الامرا والعساكر طلعوا على مصر فنصحه الامير علم الدين الحلبى انه يلحقهم بسرعة و قاله : " المصلحه انك تلحقهم خطوة بخطوة و ما تخليهومش ياخدوا قلعة الجبل " .[44]، فأخد بالنصيحه و طلع وراهم عشان يلحقهم قبل ما يوصلو مصر، بس رجع دمشق بعد ما مقدرش يحصلهم و بعت امه على الكرك، و لم عساكر دمشق و صفد و طرابلس و جاب شوية عرب من جبل نابلس و طلع بيهم على مصر [45][46]
حصار قلعة الجبل
فى مصر، الامرا " عز الدين أيبك الأفرم " نايب قلعة الجبل، و " أفطوان الساقى " و " بلبان الزربقى " و " لاجين البركخاى " قفلوا أبواب القاهره وحصنوا قلعة الجبل اللى الامير قلاوون بعد ما وصل القاهره عسكر جنبها تحت الجبل الاحمر. وطلب منهم قلاوون انهم يفتحوا أبواب القاهره عشان العساكر تقدر تدخل وتروح بيوتها. فنزله الامرا " عز الدين الأفرم " و " أقطوان " و " لاجين البركخاى " من القلعه عشان يكلموه و يعرفوا ايه اللى حصل، فاتقبض عليهم و اتفتحت أبواب القاهره فدخل بقية الامرا والعساكر و حاصروا القلعه اللى اتحصن جواها الامير " بلبان الزربقى " [46]
الملك السعيد وصل بلبيس وهناك خانوه العساكر الشوام و العرب و سابوه و رجعوا دمشق [46]، و ما حدش فضل معاه غير المصريين و مماليكه و من الأمرا الكبار ما حدش فضل وياه غير سنقر الأشقر بس ، و لحد سنقر كمان فارقه عند المطريه. و اتمكن الملك السعيد من دخول قلعة الجبل من غير ماحد يشوفه بسبب الضباب اللى كان يوميها مالى الجو. و لما الأمرا عرفوا انه دخل قلعة الجبل رجعوا و حاصروها تاني. ونزل الأمير " الزربقى " من القلعه وانضم للأمراء الثايرين بعد ما اتخانق ويا " لاجين الزينى "، وبدأ المماليك يتسربوا واحد ورا واحد من القلعه بما فيهم " لاجين الزينى " سبب المشاكل [47]، و انضموا للامرا.[45][46]
طلع الملك السعيد بلكونة برج الرفرف و قعد ينادى على الأمرا : " يا أمرا ! أرجع لرأيكم، و مش حا أعمل غير اللى تقولوه". لكن ماحدش رد عليه.[46]
استمر حصار قلعة الجبل اسبوع، و اشترك فى الحصار ده عدد كبير من أكابر الأمرا بما فيهم أبو مراته سيف الدين قلاوون. وفى الأخر بعت الملك السعيد الخليفه الحاكم بأمر الله أحمد للأمرا يقولهم : " يا أمرا ! ايه غرضكم؟ " فرد الأمرا : " يخلع الملك السعيد نفسه من الملك، ونولى اخوه، لان لأبوه أمانه فى رقابينا اننا ما نقتلهوش، وان كان ما يصلح، نمشيه ع الكرك فيخلع نفسه، ويتوجه فى دعة الله على الكرك، و هو آمن على نفسه وحريمه" .[48][49]
الخلع
فى 17 اغسطس 1279 استسلم الملك السعيد لمطلب الامرا وخلع نفسه.[18] و بعد ما أقسم انه حا يقعد فى الكرك، و مش حا يكاتب النواب ، وانه مش حا يحاول يستميل العسكر، طلعوه طوالى على الكرك فى صحبة الأمير " بيدغان الركنى ". فكات مدة سلطنته من يوم وفاة أبوه الظاهر بيبرس ليوم خلعه سنتين وشهرين وتمن تيام .[50]
بعد ما اترحل الملك السعيد على الكرك اقترح الامرا تنصيب الامير سيف الدين قلاوون سلطان على مصر و توابعها لكن رفض و قالهم : " أنا ما خلعتش الملك السعيد طمع فى السلطنة، والأولى ان الامر ما يخرجش عن ذرية الملك الظاهر ". و ده لان قلاوون كان مدرك أن معظم العسكر كانو من الظاهريه [51] وان القلاع كات فى ايدين نواب الملك السعيد. و جابوا سُلامش اخو الملك السعيد، و كان لسه عيل صغير عنده بتاع سبع سنين و نصبوه سلطان، و عينوا الامير " عز الدين الأفرم " نايب للسلطنه والأمير قلاوون أتابك والحاكم الفعلى للبلاد .[52] و بعد مية يوم، بعد ما قلاوون نظم نفسه وسيطر على زمام الامور، عزل سُلامش و رحله هو كمان على الكرك بحجة ان الحكم ما يستقمش الا براجل كامل، و بقى هو السلطان [51][53]
وفاته
فى 14 مارس 1280م اتوفى الملك السعيد فى الكرك وعمره بتاع عشرين سنة بعد ما جاتله حمى بعد ما وقع من ع الحصان و هو بيلعب الكورة .[54][55] ونقلت امه جثمانه على مصر واتدفن فى القرافة الصغرى لكن اتقال كمان انه اتدفن فى تربة ابوه فى دمشق [56]
كان الملك السعيد شاب وسيم و شكله جميل [56]، و كان على النقيض من أبوه الجد بيميل لقعدات الفرفشه والشرب مع خاصكيته [18][19][34]، لكن المصريين كانو بيحبوه لانه كان ابن محبوبهم بيبرس، و اكمنه كمان كان معروف بالمودة والكرم وحب العدل وكرهه لسفك الدم [57]، المصريين زعلوا عليه جداً، و اتقهرت عليه مراته اللى كات بنت قلاوون، و عيطت عليه عياط جامد و فضلت مخلصه له و ما اتجوزتش بعده. قلاوون كمان بين حزن كبير على الملك السعيد و قعد مكتئب فى صوان العزا اللى عملهوله فى ايوان قلعة الجبل وصلى عليه صلاة الغايب [58]، مع ان المصريين العامه اتهموه بانه سمه . الملك السعيد كان خلف ولد من محظيه قبل خلعه بشويه.[57]
رنك وعملات الملك السعيد
الرنك : الأسد.
بتبين عملات الملك السعيد أن الرسم الصح لاسمه هو : " بركة قان " مش " بركة خان ".
اتنقشت على عملات الملك السعيد أساميه و ألقابه كده : الملك السعيد ناصر الدنيا والدين بركة قان قسيم امير المؤمنين .
و ظهر اسم و ألقاب أبوه الظاهر بيبرس كده : " الملك الظاهر قسيم أمير المؤمنين ". و المقصود بأمير المؤمنين الخليفه العباسى اللى كان مقيم فى القاهره .[59][60]
ألقاب ومصطلحات مملوكية جت فى المقاله :
- أتابك : امير الجيوش يعنى القائد العام للجيش. وده كان اكبر الامرا المقدمين بعد نايب السلطنه.
- اقطاع : دخل الامير او المملوك من خراج ارض او بلد.
- خاصكيه : أقرب المماليك السلطانية للسلطان. وهما الحرس الشخصى للسلطان. وكانوا بيسوقوا المحمل المصري/ او مماليك بينتموا لفئة واحده من المماليك بتحيط امير كبير .
- شعار السلطنة : تنظيم معين لموكب السلطان زى مشى مماليكه والأمرا بتوعه معاه ورفع رايات وسناجق سلطانية و حاجات زى كده.
- نايب السلطنة : نايب السلطان فى مصر و كات له صلاحيات السلطان و كان لقبه " كافل الممالك الشريفة الاسلامية الامير الأمرى" و ده بيوضح سمو منصبه. و ده غير نواب السلطان بره مصر و دول كات مراكزهم اقل و يتلقوا أوامر من مصر يمشوها على الاماكن اللى كانو بيحكموها زى الشام و الكرك و غيرها.
شوف كمان
فهرست وملحوظات
- ↑ المقريزى، 2/107
- ↑ فيه مؤرخين بيعتبروا شجر الدر أول سلاطين الدوله المملوكيه. فى الحالة دى يبقى السعيد بركه السلطان المملوكى السادس مش الخامس (قاسم, 22 ).
- ↑ ابن شداد،233
- ↑ الظاهر بيبرس خلف سبع بنات و خمس أولاد ( محمد بركة قان، وخضر، وسلامش، وولدين ماتوا صغيريين ). واحده من بناته اتجوزت السطان حسام الدين لاجين، و السعيد بركه اتجوز بنت المنصور قلاوون ما قلاوون يتسلطن. -( المقريزى،السلوك 2/107)
- ↑ ابن شداد،232
- ↑ ال غلط نقله شوية مؤرخين و دارسين مصريين وعرب معاصرين عن المؤرخ الأوروبى ستانلى لين-بول مؤلف كتاب " تاريخ مصر فى العصور الوسطى " (1912). -( الشيال، 2/141).
- ↑ المقريزى : "وهو الملك السعيد ناصر الدين محمد بركة قان، وولد فى صفر سنة ثمان وخمسين وستمائة بمنزلة العش، من بنت حسام الدين بركة خان بن دولة خان الخوارزمى ". -( المقريزى، 2/107 )
- ↑ ابن تغرى : " سمى بركة خان على اسم جده لأمه بركة خان بن دولة خان الخوارزمى " -( ابن تغري، سنة 675هـ)
- ↑ ابن تغرى : " خاله كان الأمير بدر الدين محمد بركة خان بن دولة خان الخوارزمى " -( ابن تغري، سنة 675هـ)
- ↑ عز الدين بن شداد : ( المؤرخ المعاصر لبيبرس وصاحب كتاب " تاريخ الملك الظاهر ): " مولانا الملك السعيد ناصر الدين محمد بركة كان مولده بالعش، من ضواحى القاهرة، فى صفر من سنة ثمان وخمسين وستماية، أمه بنت الأمير حسام الدين بركة خان بن دولة خان الخوارزمى اليمكى " -( عز الدين بن شداد 232 )
- ↑ ابن أيبك : "امه بنت الامير حسام الدين بركة خان الخوارزمى " - ( ابن ايبك 8/219 )
- ↑ بيبرس الدوادار: " وفيها توفيت والدة الملك السعيد وهى بنت حسام الدين بركة خان مقدم الخوارزمية الذى ذكرنا وصولهم الى الديار المصرية و أخبارهم فى الأيام الصالحية النجمية " - ( بيبرس الدوادار 246 )
- ↑ المقريزى،السلوك، 2/10
- ↑ قلعة الجبل : مقر سلاطين المماليك فى القاهرة و كات فوق جبل المقطم مكان جامع محمد على و أطلال قلعة صلاح الدين.
- ↑ المقريزى،السلوك، 2/55
- ↑ ابن اياس، 1/331
- ↑ المقريزى،السلوك، 2/87
- ↑ أ ب ت ث شفيق مهدى, 89
- ↑ أ ب ت الشيال، 2/162
- ↑ أ ب قاسم، 113
- ↑ المقريزي،السلوك، 2/103
- ↑ أبو الفداء، 676هـ
- ↑ ابن اياس، 1/338
- ↑ ابن اياس، 1/337-338
- ↑ أ ب المقريزى، 2/108
- ↑ الأمرا والمماليك الصالحيه: أمرا ومماليك السلطان الأيوبى نجم الدين الصالح أيوب.
- ↑ الأمرا والمماليك الظاهري: أمرا ومماليك السلطان الظاهر بيبرس.
- ↑ أ ب ت المقريزى، 2/109
- ↑ بيحكى ابن أيبك الدوادارى ان أم الملك السعيد سقته مشروب سكر ولمون مسموم لما راح ليها يعزيها فى وفاة جوزها الملك الظاهر و يهنيها بقعاد ابنها الملك السعيد على عرش مصر.- (ابن ايبك الدواداري، 8/210)
- ↑ أ ب ابن اياس، 1/343
- ↑ أ ب ابن أيبك الدواداري، 8/225
- ↑ الامرا والمماليك المظفريه : أمرا ومماليك السلطان الملك المظفر قطز
- ↑ ابن أيبك الدواداري، 8/225 و 227
- ↑ أ ب قاسم، 114
- ↑ أبو الفداء 676هـ
- ↑ أ ب المقريزى، 2/110
- ↑ ابن اياس، 2/344
- ↑ المقريزى، السلوك، 2/113-114
- ↑ أ ب ت المقريزى، السلوك، 2/117
- ↑ أ ب ابن اياس، 1/344
- ↑ ابن أيبك الدواداري، 8/227
- ↑ ابن ايبك الدواداري، 8/228-227
- ↑ ابن تغري، سلطنة الملك السعيد محمد.
- ↑ ابن أيبك الدواداري، 8/228
- ↑ أ ب ابن اياس، 1/345
- ↑ أ ب ت ث ج المقريزى، السلوك، 2/118
- ↑ أبو الفداء،678هـ
- ↑ ابن أيبك الدواداري، 8/229
- ↑ المقريزى، 2/119
- ↑ المقريزى، السلوك، 2/119
- ↑ أ ب قاسم،114
- ↑ المقريزى، السلوك، 2/120-121
- ↑ المقريزى، 2/121
- ↑ المقريزى، السلوك، 2/126
- ↑ :كان للمماليك لعبة فروسيه تشبه رياضة " البولو " .-(السعداوي، 52)
- ↑ أ ب ابن اياس، 1/346
- ↑ أ ب ابن تغري، سلطنة الملك السعيد محمد
- ↑ المقريزى، 2/126
- ↑ شفيق مهدى, 90 و 265
- ↑ بعد ما دمر المغول بغداد و احتلوها وقتلوا الخليفة العباسى سنة 1258، السلطان الظاهر بيبرس أحيا خلافة عباسية اسميه فى القاهره
المراجع
- ابن اياس : بدائع الزهور فى وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى - جمعية المستشرقين الألمانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982.
- ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
- ابو الفداء : المختصر فى أخبار البشر ، القاهرة 1325هـ.
- ابو بكر بن عبد الله بن أيبك الدوادارى : كنز الدرر وجامع الغرر،المعهد الألمانى للآثار الاسلامية، القاهرة 1971.
- بيبرس الدوادار : زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.
- جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامى) : تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف ، القاهرة 1966.
- المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، دار الكتب, القاهرة 1996.
- المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار، مطبعة الادب, القاهرة 1968.
- شفيق مهدى ( دكتور) : مماليك مصر و الشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
- عز الدين بن شداد : تاريخ الملك الظاهر، دار نشر فرانز شتاينر، فيسبادن 1983.
- قاسم عبده قاسم (دكتور) : عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى و الاجتماعى, عين للدراسات الانسانية و الاجتماعية, القاهرة 2007.
الظاهر بيبرس | مدة الحكم: حوالى سنتين | سلامش |